ثمة آراء تذهب إلى أن دورة كأس الخليج العربي وصلت لمرحلة من فقدان قيمتها الجماهيرية والمعنوية في العقد الأخير وأن النسخ الأخيرة بما فيها النسخة الحالية تعتاش على الإثارة الإعلامية التي تخلقها البرامج والصحف الخليجية، في وقت تظهر فيه مباريات البطولة بمستويات فقيرة وركيكة فنياً. في المقابل فإن آراء أخرى تراهن على أن البطولة تخلق أجواء كروية شتوية بديعة حتى وإن تراجعت المستويات الفنية وأن الشغف الجماهيري الذي يملأ مدرجات معظم المباريات في الدورة يبرهن على أن البطولة لا زالت تقدم نفسها بشكل مثالي إن إعلامياً أو حتى تسويقياً مستندة على إرث تاريخي كبير ساهم في تشكيل تاريخ كرة القدم في دول الخليج الست قبل دخول العراق واليمن كفريقين عربيين هما الأقرب لدول الخليج. والحقيقة أن البطولة بما فيها النسخة الحالية فقدت جزءاً كبيراً من بريقها برحيل رموز الكرة الخليجية الأمير فيصل بن فهد والشيخ عيسى آل خليفة والشيخ فهد الأحمد الذين كانوا يشكلون أيقونة للإدارة الرياضية في الخليج والذين أعطوا هذه البطولة بعداً آخر يصعب تعويضه. فنياً تشكل البطولة فرصة لعدد من المنتخبات لتحقيق منجزات كروية تسجل بها حضوراً يعوض إخفاقاتها القارية وعدم قدرتها على الوصول لمراحل بعيدة من المنافسة والوصول لكأس العالم مثلاً وهذا يمنح البطولة وهجاً خاصة علاوة على الاهتمام الجماهيري الذي يتزايد عادة من الاقتراب من المراحل الأخيرة من البطولة. سعودياً، يخطئ من يظن أن المنتخب السعودي وإن كان أكثر المنتخبات الخليجية تواجداً في كأس العالم لا يحتاج للبطولة ولا يجب أن ينظر لها باهتمام، فهي وإن شكلت فرصة لتقديم أسماء مميزة وشابة تعزز حضور "الأخضر" إلا أن الفوز بمثل هذه البطولة يحمل أبعاداً معنوية جيدة للغاية، ويخفف من وتيرة الغضب التي تسود الشارع الرياضي السعودي، ويقلص من حالة عدم اليقين التي تحيط بالمنتخب الوطني في هذه المرحلة بالذات والتي تشهد تحولات عناصرية بالتزامن مع المحاولات الحثيثة للوصول لمونديال 2026 دون الحاجة لخوض الملحق.