قطار الرياض حلم طالما راود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن كان أميرًا للرياض ورئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، التي تولت مسؤولية تطوير الرياض، ثم أصبحت بأمر ملكي الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وتولى رئاسة مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، دلالة على المسؤوليات العظيمة التي تنهض بها في عالم متسارع الخطى، تكتسب فيه المدن والعواصم أهميتها؛ وتتنافس فيما بينها لاجتذاب رؤوس الأموال، وإغراء الشركات الكبرى؛ لتكون حواضن لها، فتسهم في تطورها، وتتشارك مع القطاع الحكومي في نهضتها. وكان حظ الرياض أن وجدت رعاية المليك لأكثر من نصف قرن وفق رؤية ثاقبة، واستشراف دائم للمستقبل، ثم جاء إطلاق رؤية السعودية 2030 لتمثل قوة دافعة لها، مع تحولها إلى هيئة ملكية يرأسها سمو ولي العهد، إلى جانب التطلُّع إلى أن تكون ضمن أكبر اقتصادات المدن في العالم، ولم لا، وهي تحتضن كثيرًا من مقرَّات المؤسسات الإقليمية والدولية، ومقرات الشركات العالمية والوطنية الكبرى، وتشهد كل يوم إطلاق مشروعات ضخمة تسهم في تغيير وجه الحياة بها، وأصبح من يغيب عنها شهورًا قليلة يصاب بالدهشة والانبهار مما يجده من إنجازات تتحقق واقعًا في مُدَّة وجيزة، وهي التي تحتاج إلى سنوات في غيرها. مدينة لا تتثاءب، وصف لواقع الرياض، وإيقاع الحياة بها، وهي تمثل صورة لما تشهده المملكة من نهضة شاملة تنتظم كل مناطقها ومدنها. وعندما جاءت لحظة افتتاح خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لقطار الرياض، تداعت الأحلام والرؤى التي داعبت كثيرين من سكان الرياض، فأطلقوا العنان لخيالهم، ويحق لنا أن نستدرك ونقول لم يكن ذلك حلمًا أو خيالاً، إنَّه واقع يمشي على الأرض. نعم واقع، ما على سكان الرياض إلا أن يضعوا أعينهم على مسارات القطار الستة بألوانها الزاهية، ليحددوا وجهتهم، ويختاروا المسار الذي يقلهم من حيث هم، إلى حيث يريدون الوصول، ولن يجد أحدهم صعوبة في تغيير وجهته. هذه الصورة القلمية من وحي ملحمة القطار، وما يتُوقع من تغيير في نمط حياة سكان العاصمة السعودية، وقد أعملت الخيال، وما يمكن أن يحدثه هذا المشروع من حوار مجتمعي في داخل كل أسرة، ومؤسسة وفي الشارع العام، بل ما يمكن أن يكون له من تأثير في خريطة السياحة بالرياض، وفي الحركة الاقتصادية، والبيئة، في إطار السعي إلى رفع مستوى جودة الحياة، تحقيقًا لمستهدفات رؤية 2030. قطار الرياض مشروع حضاري يستحق الفرح والاحتفاء. مبارك للمملكة، ومبارك لرياض الخير، المدينة التي لا تتثاءب. * إعلامي سوداني