أربعة عشر عاماً عاشها الشعب السوري في معاناة، شهد فيها أصنافاً من الظلم والطغيان والتشريد، وتحولت فيها سورية إلى سجن كبير لشعبها، لتصبح واحدة من أقل الدول أماناً والأكثر تعرضاً للخطر ضمن مؤشر السلام العالمي، وقد اضطر أكثر من 13 مليون سوري للنزوح واللجوء خارج وطنهم بعد أن تعرضوا للتنكيل والتعذيب، فدمّرت مدن وهدّمت قرى وتحول الشعب إلى لاجئ أو مشرد في وطنه. واليوم يعلن الشعب السوري فجراً جديداً من الحرية صدحت به مآذن دمشق بالتهليل والتكبير بعد أن سطر أروع الملاحم البطولية في الصمود والتضحية لتنتصر أخيراً الإرادة الحرة من أجل العيش بحرية وكرامة، ويغادر من كانوا وراء معاناة الشعب السوري المشهد إلى الأبد. وفي غمرة هذه الانتصارات يستحضر السوريون مواقف المملكة تجاههم بكل محبة وتقدير، والتي انبرت لتقديم الدعم والمساندة لهم، فلم تدّخر جهداً سياسياً ودبلوماسياً إلا وقامت به، وباباً موصداً إلا وطرقته لإنهاء معاناة الشعب السوري، رافضة أي تدخلات خارجية من شأنها تمزيق سورية، وداعمة للحلول السياسية القائمة على مبدأ وحدة سورية وسلامة أراضيها. وحرصت المملكة على تقديم مساعدات إنسانية كبيرة للشعب السوري، وسيّرت القوافل الإغاثية له أينما كان، فيما عاش أكثر من ثلاثة ملايين سوري داخل المملكة بامتيازات المواطنين نفسها من حيث الرعاية الصحية والتعليمية، بل وسهلت لهم إجراءات الإقامة لإدماجهم في المجتمع ليعيشوا حياة كريمة دون أن تتجه لإقامة مخيمات لاجئين لهم. المملكة كانت ومازالت قوة داعمة للشعب السوري انطلاقاً من موقفها الثابت في الدفاع عن قضايا الأمة، وقد أعربت عن ارتياحها للخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري، وحقن دمائه، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها من أجل أن ينعم الشعب السوري الشقيق بالحياة الكريمة التي يستحقها. وفي هذا السياق أصدرت المملكة بياناً أكدت فيه ضرورة وقوف المجتمع الدولي ضد الانتهاكات الإسرائيلية على الجولان معتبرة إياها أرضاً عربية سورية محتلة.