تابعت كغيري مباراة المنتخب السعودي مع أستراليا في الأسبوعين الماضيين، والتي انتهت بالتعادل السلبي وأثناء ذلك علق المعلق الرياضي بكلمة رائعة تعليقا على اللاعب الموهوب فيصل الغامدي حينما قال "الحل فيصل" الذي ساند زملاءه المتميزين في الفريق مثل سعود عبدالحميد، مروان الصحفي وعلي البليهي وياسر الشهراني ومصعب الجوير وبقية الفريق الذي قدم أداء مهما أمام أكثر من ثلاثين ألف مشجع في ملعب المباراة وملايين المشاهدين حول العالم، ولعل تلك اللحظة تؤكد ارتباط المجتمع السعودي بشكل لافت برياضة كرة القدم، وأن ولادة نجوم سعوديين لا يحدث بشكل عشوائي وعبر الأمنيات والدعوات فقط بل يتجاوز لما هو أبعد. "تجربة مختلفة" عاشها اللاعب فيصل الغامدي في نادي بيرشكوت، وبحسب الغامدي أن الدوري البلجيكي يمثل مدرسة كروية مختلفة، تساهم مثل هذه التجارب بالفعل في تطوير الإمكانات الفنية للاعبين، وهو من أعلى اللاعبين في التقييم، وقد وصف سمو الأمير عبدالله بن مساعد اللاعب مروان الصحفي بالخارق وهو بالفعل كذلك حيث سجل سرعة تجاوزت 35 كيلومترا في الساعة مما يجعله من أسرع اللاعبين في أوروبا، وفي لغة الأرقام فإن قيمة عقد اللاعب الغامدي الآن ارتفعت لتصل مليونين ونصف المليون يورو، بجانب سعود عبدالحميد أربعة ملايين يورو، وفراس البريكان ستة ملايين يورو، هذا الشاب الذي ولد في مدينة الدمام عام 2001 أمل حقيقي لكرة القدم، وزملاؤه الشباب الذين لديهم منظومة كروية مختلفة في عصر الرؤية، نعم الوسط الرياضي اليوم رغم كل إخفاقاته -وهي أمر طبيعي- إلا أن هناك وجوها جديدة تستحق الدعم والإشادة. الأمر الذي أتمنى التركيز عليه من صناع القرار الرياضي هو مضاعفة حجم الاستثمار في المواهب السعودية ليس في تهيئتها في ملاعبنا فقط، بل في ابتعاثهم كلاعبين، كما أن تفعيل "الابتعاث الرياضي" على غرار الابتعاث التعليمي الذي غير المشهد المعرفي في المملكة، هو الشرارة الحقيقية للتفوق وقد بدأت وزارة الرياضة بالفعل بهذا المشروع في 2019 ويقوم على ثلاث ركائز وهي: المشاركة الجماهيرية وتنمية المواهب والأداء المميز، نعم نحن بحاجة ابتعاث للاعبين والمدربين والجمهور أيضا، فتأسيس الفهم الصحي للرياضة كنمط حياة لن يتحقق إلا من خلال التأثير المباشر ونحن لا يمكننا أن نؤثر بالناس إلا من خلال ما يحبون، ولا أعتقد أن هناك امرا يجمع كل بيت سعودي على محبته ومتابعته مثل كرة القدم، بل لو سألت أي مشجع لفريقه عن سبب تشجيعه لفريقه، سيقول بأنه تربى على ذلك أو من خلال أحد والديه، فخالد ولدي مثلا لا يمتلك إلا أن يكون هلاليا، فالعائلة كلها تجتمع لتشجيعه، تماما كما تجد عوائل اتحادية وأهلاوية ونصراوية وغيرها. إن روعة المشهد الكروي ليست في المهاترات التي نراها ونسمعها، ونجاحها في ذلك الكأس الممتلئ بالشاي والقصص والحكايا والكثير من الحماس البريء.. دمتم بفرح.