البعض من الناس يصابون بغرور ووهم العظمة ويظنون أنهم مُحقّون ولا يقبلون بوجهة النظر المختلفة، أو التي يمكن أن توجِّه لهم أصابع الاتهام، الكثير من بعض الناس يعيشون بملء إرادتهم وبكامل رغبتهم. العديد من العلاقات برابطٍ أو بآخر، وكلُّ علاقةٍ من هذه أو تلك تحتاج إلى جهودٍ من كلا الطَّرفين كي تستمر وتعيش، فإن كلا من الآخر يظنُّ أنَّه مُحقٌّ وعلى صواب، وعلى هذا فإن أية علاقةٍ لا يُكتب لها الاستمرارية، سيرويها كلُّ طرفٍ من وجهة نظره ومن جانبه، وفي غالب الأحيان لا يرى ما يراه الآخر. فحين أترك عملاً، فإنَّ لجهودي، أو أنَّ الأجر لا يتوازى مع ما أقدِّمه من كفاءةٍ، هو ما أجبرني على النِّهاية. وحين يصل أحد الزوجين إلى قرار الانفصال يكون الشَّريك هو من أوصله لهذه النِّهاية. وحين يبتعد شخصٌ ما عن أقاربه المفروضين عليه برابطة الدَّم، يكونون هم من أوصلوه إلى هذه النَّتيجة. وحين، وحين.. إلخ. نعم، كلُّ ما سبق ذكره صحيحٌ تماماً، لكن من قال إنَّنا نمتلك الصَّواب دائماً، وإنَّنا نحن على حقٍّ في كلِّ مرَّةِ؟ ألا يمكن أن يكون العيب أو المشكلة فينا نحن؟ إذا استمعنا لرأي الطَّرف الآخر لوجدنا أننا مخطئون بدرجةٍ كبيرة، وربَّما نتحمَّل النِّسبة الكبرى من الخطأ، غير أن كلَّاً منَّا يعتبر نفسه مُحقّاً ولا يقبل بوجهة النظر المختلفة، أو التي يمكن أن توجِّه له أصابع الاتهام، بل ويرى في نفسه المظلوم الذي قدَّم وتنازل ووهب وأعطى، إنَّما لم يلقَ الوفاء أو الأمان أو المقابل، ومن هنا باعتقادي يجب علينا محاسبة أنفسنا بالتَّوازي التَّام مع محاسبة الآخر، وأن نحاول امتلاك المنطق في الحُكم.