مع التغيرات التي يشهدها العالم اليوم، تبرز أهمية الثقافة والفنون كأدوات حيوية تعيد تشكيل المجتمع وتواكب تطلعات الأفراد. لم تعد الفنون مجرد وسائل للتسلية أو تجميل للحياة اليومية، بل تحولت إلى طاقة تحفيزية تدفع الإنسان للتفكر والتعبير عن ذاته، ما يعزز من تلاحم المجتمع وتفاعله مع ما يحيط به من قضايا ومستجدات. وفي إطار هذا التوجه، تلعب مؤسسة مسك دورًا محوريًا في دعم الثقافة والإبداع في المملكة، من خلال توفير منصات تعزز من المواهب وتساعدها على النمو والتطور. تسعى مؤسسة مسك، بقيادة رؤية طموحة، إلى خلق بيئة تمكينية تتيح للشباب السعودي الفرصة للتعبير عن أنفسهم والمشاركة بفعالية في تشكيل مستقبل مشرق يتماشى مع تطلعات المملكة ورؤيتها 2030. الفنون، بمختلف أشكالها من موسيقى وأدب وفنون تشكيلية، تلعب دورًا أساسيًا في تكوين هوية جماعية تعكس واقع المجتمع وآماله. تجاوزت الفنون في مفهومها الحديث الأدوار التقليدية، لتصبح وسيلة للنقد والبناء والتجديد، وهي الآن مرآة تعكس التحديات وتعبر بصدق عن الأزمات التي يمر بها الفرد والمجتمع، بل قد تصبح دعوة صريحة للتغيير نحو الأفضل. فالفنون اليوم ليست مجرد موروث ثقافي، بل هي لغة حية تتجاوز الحدود، وتدعو إلى الحوار حول الهوية والتغيير والتقنية. أما الثقافة، بما تحتويه من قيم وعادات، فهي قاعدة راسخة تعزز الروابط الاجتماعية وسط هذه المتغيرات. ومع أن مفهوم الثقافة كان في الماضي مرتبطًا بنقل الموروثات الاجتماعية، إلا أن المجتمع الحديث يتطلب نوعًا جديدًا من الثقافة، ثقافةً قادرة على مواكبة التغيرات الفكرية والتكنولوجية السريعة. فالثقافة التي تتفاعل مع الحاضر وتحث الأفراد على التفكير النقدي قادرة على بناء مجتمع مرن ومتجدد، ينمو مع التغيرات ويعمل على حل القضايا المعاصرة. ولكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية جعل الثقافة والفنون أدوات فاعلة ومؤثرة في إعادة تشكيل قيم المجتمع وتوجهاته. كيف يمكن للفن أن يسهم في تغيير الواقع، وليس فقط في تصوير ماضٍ أو خيال مستقبلي؟ وكيف يمكن للثقافة أن تدفع بالمجتمع نحو الإبداع والابتكار، فتشجعه على تجاوز المألوف واستكشاف الجديد، الحل يكمن في تبني طرق مبتكرة للتعبير الثقافي، حيث يصبح الفن وسيلة للتفاعل والتعبير الحر عن قضايا العصر. ومن خلال توظيف الفنون والآداب كمنصات تشجع على التفكير في المستقبل وإعادة بناء المجتمع، تصبح الثقافة أكثر من مجرد انعكاس للواقع، بل وسيلة قوية لإعادة صياغته. وفي هذا الإطار، تأتي المملكة العربية السعودية برؤية طموحة لدعم الثقافة والفنون كأدوات لإثراء المجتمع وتأكيد الهوية الوطنية. ومع رؤية 2030، تسعى المملكة إلى تعزيز المشاريع الثقافية والفنية، وتهيئة بيئة إبداعية منفتحة توازن بين الأصالة والابتكار، ما يرسخ مكانتها كوجهة ثقافية عالمية ويحقق أهدافها في التنمية والازدهار. http://172.16.10.22/wp2/DataView.aspx?uid=1&pid=10&id=26135963&dt=20&n=1ae2 http://172.16.10.22/wp2/DataView.aspx?uid=1&pid=10&id=26135963&dt=20&n=1ae2