للسنة الرابعة على التوالي تحقق المقاهي الثقافية نجاحات باهرة عبر الشريك الأدبي، بعد أن أصبحت مكاناً للإبداع والإثراء وخلق إنتاج فكري جدير، له كل التأثير على صياغة وعي جديد على المجتمع، خصوصاً لدى من كنا نتأمل منهم دعمها بفكرهم وثقافتهم للإضافة والكسب من خبراتهم الفكرية والأدبية لتسخيرها للمقاهي الثقافية. اليوم استطاعت المقاهي أن تفرض قدرتها ومكانتها ونقلت من المفهوم السائد لدى البعض، أنها مجرد مقاه يحلو لمرتاديها أن تكون ملاذا للاسترخاء وقضاء الوقت والتسلية إلى مفهوم آخر جعلت منتقديها يحاولون اليوم أن يكون لهم مكان عبر منابرها كضيوف عليها، وهذا ما اتضح لي عبر مقالاتهم الصحفية أو حتى عبر منصات التواصل، بعد قناعتهم بأن ما حققته المقاهي من إبهار بالفكر والمعرفة من خلال الأصوات الصادحة والواضحة والمقروءة عبر الصحافة ووسائل الإعلام (المرئي) وإشادتهم بالمقاهي الثقافية وما أحدثته من تحول مفصلي من خلال أمسياتها الثقافية وفعالياتها الأدبية والشعرية، وما تطرحه من فهم ووعي صنعت تأثيراً إيجابياً في إحلال مواهب شابة وجيل واعد بمضامين الفكر والمعرفة كان ينقصها إتاحة الفرصة لتعبر عن جودة الحياة بعد أن كانت في زمن مضى كان الأمل فيه مفقود نحو ظهورهم بتحقيق أحلامهم وذلك (لحكرها) نخبوية بفضاء الثقافة والفكر والمعرفة. هنا أسجل إعجابي واعتزازي بتلك الشخصية الاعتبارية - وزارة الثقافة - التي استطاعت وأجادت بنقل القراءة المتأنية والأمسيات الثقافية ومناشطها الفكرية إلى المقاهي الثقافية، التي أجادت هي الأخرى ترجمة ما تصبو إليه الوزارة وتحقيقه على أرض الواقع بجعل الفكر والثقافة طريقاً ممهداً للمجتمع، وتحقيق الجزء الأول من تطلعات رؤية 2030 العظيمة.