لنتفق أن الثقافة هي طموح لكل إنسان سوي، يسعى من خلالها التدريب على القراءة كغذاء فكري، قبل أن تكون قراءةً لمجرد قضاء وقت! فهي بكل تأكيد يجب أن تتعدى هذا كله وجعلها مؤثرة ومنتجة له كمطلب حياة لتلازمه كملخص حياة وأسلوب.. لعلي بهذا كله أريد أن أصل إلى ما تقوم به المقاهي الثقافية من جهد لإثراء الفكر والمعرفة وذلك عبر شريكها الأدبي، الساعي لجعل الأدب طريقاً ممهداً للمجتمع. .. هنا أتحدث أيضاً وبصيغة السؤال: كيف هو الحال في ظل عزوف القطاع الخاص عن الاستثمار في الكتاب ومكتبات الأحياء؟ الجواب لا يبعث على الأمل؛ فالقطاع الخاص غير مقتنع بجدوى المكتبات فبدلاً من أن يساهم في إقامتها بحيث تكون بمتناول الجميع، ومن المنطلق هذا أحسب أن وزارة الثقافة تفضلت مشكورة بتوصيلها عبر المقاهي سواء من خلال الأمسيات الثقافية أو حتى بنقاط بيع الكتب كخطوة جديدة وبطريقها للتطبيق، لتأكيد أهدافها بجعل الأدب طريقاً ممهداً للمجتمع.. وعلى الرغم من هذا الجمال والبهاء الذي تقدمه الوزارة الموقرة عبر بوابة هيئة الأدب والنشر والترجمة إلا أن هناك حرباً شعواء على المقاهي الثقافية من «البعض» في محاولة لإفشال مشروعها كجهة وتنفيذ - لعل وعسى - إعادتها إلى سابق عهدها لتلك «النخبوية» التي امتدت برامجها لما يربو على خمسين عاماً، دون إثراء ملموس للمجتمع بل الكثير منها كانت تذكرنا بزمن المدارس الليلية (وقتذاك) وبنتائج مخيبة للآمال - لم ينجح أحد -. أخيراً أقول: إن ما نشاهده اليوم وعلى أرض الواقع من تقدم حضاري مُشرف ومعطيات جبارة بهذا الوطن الطاهر، ما هو إلا تفصيلة من تفاصيل روايات عديدة كتبها سمو سيدي ولي العهد الأمين محمد بن سلمان -حفظه الله- والتي شملت جميع المناحي التنموية ومنها الثقافية كركيزة أساسية لتحسين جودة الحياة.