تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر المواقع الإلكترونية شعبية واستخداما في جميع أنحاء العالم لما لها من مميزات كثيرة ومن أهمها بناء جسور التواصل مع الآخرين وتكوين متابعين وما يسمى المال الاجتماعي وتكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية مع أفراد المجتمع تتسم بمنظومة من القيم الإيجابية وفي مقدمتها الاحترام والتعاون والثقة المتبادلة مما يضع على عاتق أصحاب الحسابات عموما والحسابات المشهورة مسؤولية أخلاقية تجاه متابعيهم ومع انتشار التكنلوجيا والإنترنت وظهور العديد من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والسناب شات والانستغرام أصبح للأسف يطل علينا الكثير من صناع المحتوى الردي والذين أصبحوا في وقت قصير مشاهير مع ملايين المتابعين؟ عزيزي القارئ إذا كنت من هواة الشهرة وحب الظهور فما عليك إلا أن تفتح لك حسابا في أحد مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك أو غيره ثم تملؤها بفيديوهات وصور ومقاطع ردئية وملئية بالإسفاف والتهريج والخروج عن الذوق العام وبغمضة عين ستجد الآلاف المتابعين وقد تواجدوا بحسابك وينادونك بالعالم والشيخ والقدوة وعقيد القوم وصاحب الوعي والنظرة المستقبلية في مشهد للأسف مأساوي وغير حقيقي وتنتابك الدهشة وكثير من الاستغراب لضحالة علم بعض هؤلاء المشاهير وكذبهم وتصوير حياتهم بالمثالية والحقيقة فراغ محتواهم من أي فائدة تذكر ومع ذلك تجد من يتابعهم ويتمنى أخذ صورة معهم ويدافع عنهم ولا يخفى على أحد أن تفاهة هؤلاء المشاهير لا يمكن إنكارها في عصر سيطرة السوشيال ميديا على المشهد وما نشاهدة اليوم هو سقوط مرير على كل المستويات وتراجع في قيم ومكتسبات فلسفية كثيرة مما أصاب كل الأفكار الجميلة والإبداعات الإنسانية فكرا وفلسفا وقانونا ومن ثم أخلاقيا في مقتل؟ نعم، إن وسائل التواصل الاجتماعي دفعت بهؤلاء إلى مدارج الشهرة ومصاعد النجومية نتيجة أعمالهم العبثية وبعض السلوكيات والأساليب في نشر محتواهم الرديئ وغير المفيد وواجبنا محاربة التفاهة في كل صورها وعدم إعطاء أصحابها أدنى أهمية لأنهم خطر على الأجيال القادمة ولنقضِ على الإسفاف لسلوك أصبح رائجا لتجارب التافهين بالموضوعات ذات الأهمية الأخلاقية والعلمية والنفسية حتى يخرجوا من عمق مياههم الراكدة الملئية بالفيروسات الفكرية التي يتأثر بها الشباب والناشئة أكثر من غيرهم أن القيمة الأساسية لنجاح الإنسان أصبحت لا تقاس بمدى الكفاءة والعلم واتساع المعرفة للأسف بل أحيانا كثيرة بطول اللسان والتهريج، وكم عدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي! هم انتهزوا هذه الفرصة والتي فتحتها لهم وسائل الإعلام الحديثة ومعها شبكات التواصل الاجتماعي حتى تمكنوا من الظهور والانتشار والخروج عن المألوف حتى أصبحوا مشاهير في عصر سطوة الإعلام الرقمي وأصبح نظر فئات كثيرة من أفراد المجتمع إلى المؤثرين على أنهم مجرد أرقام وصار قياس مستوى النجاح المتحقق بعدد المشاهدات والمتابعين فليس المطلوب أن تقدم محتوى مفيدا بل على العكس تماما فكلما كان المحتوى الذي تقدمه مبتذلا وهابطا كان أدعى لكسب المشاهدات وملايين المتابعين! واليوم نحن في أمس الحاجة إلى تبني وتشجيع ودعم المحتويات الهادفة والمساهمة في نشرها لتزاحم هذا الزخم المتدني من المشاركات العبثية وغير المفيدة وبحاجة أن نتوقف عن دعم هؤلاء التافهين عن طريق عدم تناقل فيديوهاتهم والتوقف عن متابعتهم لتقليل هذا الكم الهائل من محتواهم الهابط ومن هنا علينا كآباء أن نحرص على المتابعة المستمرة لأبنائنا ومعرفة من يتابعون وخصوصا هؤلاء مشاهير الإفلاس وتأثيرهم السلبي على تفكير وسلوكيات أطفالنا وعلينا جميعاً التعاون وعدم إبراز هذه النماذج الفاشلة ودعوتها للظهور في المحافل العامة.