هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- هو زمن الاهتمام والحضور والمشاركة في البر والبحر وفي آفاق السماء، والأخبار تأتينا من كل مكان أن هناك منظومات عمل متكاملة تشمل جميع القطاعات، وها هي الأنباء تتحدث عن إقامة أعمال الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث في المنطقة الشرقية، الذي تُنظِّمه القوات البحرية الملكية السعودية تحت شعار "الأمن البحري في عصر الذكاء الاصطناعي - الاتجاهات والتهديدات"، برعاية الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وبحضور معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض الرويلي ومشاركة كبار قادة البحرية من عدد من دول العالم، والمهتمين في المجال العسكري والعلمي والتقني، وعدد من المسؤولين الحكوميين، ورؤساء الشركات البحرية، والهيئات التنظيمية التي تؤدي دورًا محوريًا في تشكيل السياسات والمعايير البحرية. تتلخص أهداف الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث في تعزيز مفهوم الأمن البحري، وتبادل الخبرات القائمة على المعرفة بين قادة القوات البحرية، وتعزيز مفهوم أهمية الأنظمة الحديثة في المجال البحري، إلى جانب زيادة الوعي بأهمية البيئة البحرية، وإبراز أهمية مواكبة التقنيات الحديثة للحفاظ على الأمن البحري، وقد شاركت 55 جهة من 25 دولة حول العالم وتحدث 42 متحدثاً من خلال 5 جلسات حوارية، مع 29 جهة حكومية و23 شركة محلية ودولية لعرض أحدث المعدات والتقنية والأنظمة في مجال الأمن البحري. اجتمع كبار قادة البحرية وشارك نخبة من الخبراء العسكريين لمناقشة محاور الملتقى ومن خلال 42 متحدثاً مختصاً في مجال الأمن والدفاع والقضايا البحرية والبيئة البحرية تمت مناقشة 5 محاور مختلفة، فقد كان المحور الأول هو الاستراتيجيات البحرية في عصر الذكاء الاصطناعي، والمحور الثاني التنظيمات والسياسات في دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات البحرية، والمحور الثالث الأنظمة البحرية الحديثة وأثرها على الأمن البحري وتحديات الأمن السيبراني، والمحور الرابع عن التدريب البحري وتطوير الكوادر البشرية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، والمحور الخامس عن مستقبل الصناعات العسكرية في عصر الذكاء الاصطناعي. لا يختلف اثنان على أن الملتقيات المتخصصة والجهود التي تبذل من قطاعات الدولة هي المسار الصحيح الذي سيأخذنا مع الكثير من الجهود نحو البناء الصحيح والتطور الشامل، وهي خطوات مباركة نحو مستقبل واضح ومتكامل يرتقي بنا جميعاً من أجل منظومة عمل مدنية وعسكرية تشمل جميع القطاعات، وها نحن نرى ذلك جلياً وواضحاً في هذا الملتقى، فالذكاء الاصطناعي مهم في كل المجالات ولكل القطاعات، وها نحن نجد أن وزارة الدفاع السعودية توليه كل الاهتمام من خلال هذا الملتقى الدولي وليكون هو المحور الأساسي في كل المشاركات والنقاشات وليتصدر العنوان الرئيس للملتقى.