التقينا بالسيد محمد أمين، النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى دِل تكنولوجيز على هامش المنتدى السنوي الذي تعقده الشركة في الرياض، وقد استفاض بالحديث عن أولويات الشركة في المملكة العربية السعودية وكيف تقوم دِل تكنولوجيز بمساعدة المؤسسات المحلية على استغلال التقنيات الناشئة وتنفيذ التحول الرقمي. 1. ما هي الأهداف الرئيسية التي يتوخاها منتدى دِل تكنولوجيز المنعقد في الرياض؟ وما هي الموضوعات الرئيسية التي يتناولها المنتدى؟ اسمح لي في البداية أن أعبر عن سعادتي بالتواصل معكم بشكل شخصي ومباشر في منتدى دِل تكنولوجيز بعد ثلاث سنوات من إقامته بشكل افتراضي عبر الإنترنت. ونحن نرى في المملكة العربية السعودية سوقاً مهمةً بالنسبة لنا، حيث تسيطر بعض منتجاتنا على أكثر من 50٪ من الحصة وفقاً لتقارير من مؤسسة البيانات الدولية IDC ، ولهذا فمن المهم جداً أن نكون على مقربة من عملائنا هنا في المملكة. ويجمع هذا المنتدى قادة أعمال وخبراء من القطاع لإجراء محادثات معمقة حول التحولات التي تؤثر على مشهد الأعمال السعودي. ويوفر هذا المنتدى لصناع القرار المحليين رؤى فريدة للسوق حول الطرق التي يمكن فيها للتكنولوجيا أن تساعد في تشكيل أعمالهم وضمان تحقيق النمو. كما ركز موضوع المنتدى لهذا العام على "اكتشاف الاحتمالات غير المحدودة للابتكار وتضمن المنتدى إلقاء خطابات مهمة، وحلقات نقاش، والعديد من الموضوعات الفرعية كالأمن السيبراني، وعملية اتخاذ القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والحوسبة الطرفية، ومستقبل العمل، والسحابة المتعددة كخدمة، وغيرها من الموضوعات المهمة الأخرى. 1. إلى أين وصل التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية اليوم؟ سارع قطاع الرعاية الصحية، والخدمات المصرفية، والاتصالات، والتعليم، وقطاع البيع بالتجزئة، والقطاع العام في المملكة العربية السعودية إلى تبني مبادرات رقمية. ولا تزال تقنيات مثل السحابة والذكاء الاصطناعي / التعلم الآلي وإنترنت الأشياء والتخزين وتحليلات البيانات والأمن وتحويل القوى العاملة؛ تهيمن على أكبر جزء من استثمارات تكنولوجيا المعلومات في هذه القطاعات. وقد لمسنا اهتمام المملكة بتسريع التحول الرقمي، حيث تنطوي رؤية السعودية 2030 على محور يختص بالتحول الرقمي. وقد رأينا هذا الأمر بأم العين خلال العامين الماضيين، فوفقًا ل تقرير التحول الرقمي من شركة دِل تكنولوجيز، فإن 90% من المؤسسات في المملكة العربية السعودية قد سرّعت خلال العام الماضي من إنجاز بعض برامج التحول الرقمي، حيث أنجزت في غضون بضعة أشهر، ما كان سيستغرق عادةً بضع سنوات. وتشير بيانات شركة جراند فيو ريسيرش إلى أن سوق التحول الرقمي قد يصل إلى نحو 3.95 تريليون دولار بحلول عام 2030، مرتفعاً من حوالي 608 مليار دولار في عام 2021، أي بمعدل نمو سنوي مركب يزيد عن 23%. ونحن نعتقد بأن تحديث البنية التحتية، والانتقال إلى السحابة المتعددة، وبناء قوى عاملة متصلة عن طريق الشبكة، وتأمين الأصول الهامة يعد من العناصر الرئيسية لتمهيد الطريق إلى مستقبل رقمي ناجح، يتماشى مع أهداف برنامج التحول الوطني في المملكة العربية السعودية للتنويع الاقتصادي. 1. ما هي الأولويات الرئيسية لشركة دِل تكنولوجيز في المملكة العربية السعودية والمنطقة ككل؟ ونظراً لدورها كشريك موثوقٍ في مجال التكنولوجيا، تلتزم دِل بجعل التحول حقيقة بالنسبة للمؤسسات في المملكة العربية السعودية، ولطالما لعبت الشركة دوراً ريادياً في دعم عملائها على الابتكار في مجال مدن المستقبل الرقمية. وجدير بالذكر أن دِل تكنولوجيز تتواجد في المملكة منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، عملنا خلالها على تقديم خبرتنا الواسعة في المملكة بهدف استغلال التكنولوجيا لتعزيز التقدم البشري. ونحن في دِل تكنولوجيز نعتقد بأن التغيير المستدام يستند إلى مدى تفاعل الموظفين مع التكنولوجيا، ولتحقيق ذلك، ينبغي على الشركات في المملكة أن تهتم بتجهيز وإعداد موظفيها بشكل جيد يتيح لهم الابتكار وذلك بالتركيز على ثلاثة مجالات رئيسية هي: الاتصال والإنتاجية والتعاطف. كما يجب على الشركات الاهتمام بمجالات عدة تتضمن الأفراد والتكنولوجيا والعمليات لتحقيق النجاح في هذا المسعى، وتقتضي مهمة فريقنا بمساعدة عملائنا في المملكة لجعل هذا التغيير حقيقة واقعة. وتعتبر شركة دِل تكنولوجيز اليوم من أهم مزودي التكنولوجيا في المملكة بحصة تزيد عن 37٪ في قطاع الخوادم، و51٪ في قطاع التخزين وفقًا لتقرير مؤسسة البيانات الدولية للربع الثالث من عام 2022. وتأتي هذه البيانات المهمة على خلفية تزايد عدد الشركاء الذين يقدمون خدماتهم لصانعي القرار المحليين لمساعدتهم على اغتنام الفرص الجديدة في الاقتصاد سريع الخطى الذي يتسم به عالم اليوم. ونحن متحمسون إزاء هذا النمو، وسنبقى ملتزمين بدورنا كمستشارين لعملائنا ونتطلع إلى استغلال هذا الزخم الكبير في العام الجديد. 1. يتجه العالم كله اليوم نحو الذكاء الاصطناعي. هل هناك خطوات اتخذتها المملكة في هذا الصدد؟ لا يوجد تحول رقمي بدون الذكاء الاصطناعي، فالذكاء الاصطناعي هو المكوك الفضائي الذي سينطلق بنا نحو المستقبل الرقمي، والبيانات هي الوقود الدافع لهذا المكوك. وسوف يواصل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تشكيل قطاع تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالمؤسسات في عام 2023. ومع توليد المزيد من البيانات وتحليلها، سيصبح الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أكثر تعقيداً وستعمل الكثير من الجهات على تبنيه. ويشير تقرير صادر عن شركة PwC، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي في عام 2030، منها 320 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، فقد شهدنا تقدماً كبيراً على صعيد تبني الذكاء الاصطناعي في المملكة. كما أننا نستثمر في المواهب المحلية من خلال برنامجنا للتحالف الأكاديمي، حيث نتعاون مع أكثر من 15 جامعة لتقديم مناهج تعليمية تستند على تكنولوجيا المعلومات، تتضمن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وذلك بهدف المساهمة في إعداد مواهب سعودية وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجون إليها ليتمكنوا من الانضمام إلى القوى العاملة المستقبلية. ويمكن للمؤسسات في المملكة استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بعدة طرق، بما في ذلك أتمتة المهام اليومية، وبالتالي تحرير المزيد من القوى العاملة لتخصيصها في مواجهة التحديات المعقدة وإفساح مجال أكبر لها لتقوم بالابتكار. فبحسب دراسة جديدة تم إعدادها بتكليف من دِل تكنولوجيز تحت عنوان "Breakthrough"، فإن 72٪ من الموظفين المشاركين في الدراسة من المملكة العربية السعودية يتطلعون إلى تعلم مهارات وتقنيات جديدة، بما يتيح لهم التركيز على المزيد من الفرص الاستراتيجية ضمن مؤسساتهم. ولمعالجة هذه الضغوط، يمكن للشركات القيام بالمهام المتكررة بشكل آلي مؤتمت، وتحرير الموظفين ليتمكنوا من التركيز على العمل الأهم ذي القيمة الأعلى. ويمكن الجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات ناشئة أخرى لفهم سلوك المستهلك والتنبؤ به بشكل أفضل، مما قد يحدد في النهاية المنتجات والخدمات الرائدة التي يجب طرحها في السوق. وسيؤدي تفاعل الذكاء الاصطناعي مع تكنولوجيا الجيل الخامس وانتشار أجهزة إنترنت الأشياء إلى إحداث ثورة في الطريقة التي نعيش بها، إذ سيؤدي على ظهور الأماكن والمدن الذكية والمركبات ذاتية القيادة وغير ذلك الكثير مما لا يخطر على بالنا.