مقابلة مع السيد محمد أمين، النائب الأول لرئيس شركة "دِل تكنولوجيز" في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا "نركز بقوة على مستقبل الابتكار الرقمي في المملكة العربية السعودية" تعد المملكة العربية السعودية من الأسواق ذات الأولوية بالنسبة لشركة دِل تكنولوجيز، ويمثل الاستثمار في المواهب المحلية أحد محاور التركيز الرئيسية لها. وتواصل دِل مساعدة العملاء لتحقيق النجاح في أعمالهم التجارية، وذلك من خلال تسخير واستغلال التكنولوجيا الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الطرفية والأمن وإدارة البيانات والسحابة المتعددة، عبر العمل بشكل وثيق مع القطاعين العام والخاص في المملكة العربية السعودية لأكثر من عقدين من الزمن. حظينا على هامش مؤتمر LEAP 2024 بفرصة لقاء السيد محمد أمين، النائب الأول لرئيس شركة "دِل تكنولوجيز" في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، والذي حدثنا عن الخطط الاستراتيجية للشركة بشأن تأسيس مركز جديد للدمج والخدمات اللوجستية في الرياض، وكيف تقوم بمساعدة عملائها في المملكة العربية السعودية على تحويل أهداف أعمالهم إلى نتائج ذات معنى. س1. مع تنامي التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، ما هي التحولات التكنولوجية الرئيسية التي سيكون لها الأثر الأكبر، وكيف يمكن لشركة دِل الاستفادة من هذه الاتجاهات أو دعمها؟ تمضي المملكة قدماً في مسيرة التحول الرقمي، وهي في وضع جيد يتيح لها فتح آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية والابتكار وتحسين جودة الحياة لمواطنيها. وتشير أحدث أبحاث شركة البيانات الدولية (IDC) إلى أن الإنفاق على خدمات تكنولوجيا المعلومات في المملكة العربية السعودية قد يفوق جميع البلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ليصل إلى 6.4 مليار دولار في عام 2027. ومن التحولات التكنولوجية الرئيسية التي تتصدر هذا التغيير على مدى العقد المقبل، تبني شبكات الجيل الخامس على نطاق واسع، والتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والحوسبة الطرفية والسحابة المتعددة. ومن شأن التطورات في تحول مكان العمل، والتجارة الإلكترونية، والأمن السيبراني، ومبادرات المدن الذكية أن تعزز من الابتكار الرقمي. ولكي تتمكن المؤسسات من تحقيق الازدهار والنجاح في المستقبل الرقمي، يجب عليها أن تكون ماهرة في التعامل مع هذه التحولات، وأن تحافظ على التركيز على تعزيز الابتكار وتحقيق نتائج إيجابية لأعمالها. ولهذا بالتحديد فإن ما نقوم بتصميمه وتقديمه في شركة دِل تكنولوجيز يستهدف حل بعض أكبر التحديات التي يواجهها عملاؤنا. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، استثمرت دِل تكنولوجيز أكثر من 7.5 مليار دولار أمريكي في عمليات البحث والتطوير في جميع أنحاء العالم. ونحن نركز جهودنا في مجال الابتكار على ما نسميه "التحديات الخمسة الكبرى غير المحلولة بعد في مجال التكنولوجيا" والتي يمكن أن تعيق قدرة المؤسسات على الابتكار. وتتضمن هذه التحديات: مستقبل العمل، والسحابة المتعددة، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الطرفية، والأمن السيبراني. ومن هنا، فنحن نتمتع بمكانة مميزة لتقديم الحلول والخبرات التي تحول القوى العاملة للمؤسسات واستراتيجياتها في مجال الحوسبة الطرفية ومراكز البيانات والاستراتيجيات السحابية إلى استراتيجية موحدة وحديثة وقوية لتكنولوجيا المعلومات. س2. كيف تتكيف المملكة العربية السعودية مع اتجاهات الذكاء الاصطناعي وكيف تتعامل شركة دِل مع هذا الطلب من خلال الحلول التي تطرحها في السوق؟ يمثل تحول الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية كبيرة، ومن المتوقع أن يؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا تقريباً. ونحن نشهد ازدهاراً لتبني الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية في قطاعات عديدة، مثل الرعاية الصحية والتمويل وتجارة التجزئة ومجال القطاع العام، من خلال تعزيز الكفاءة وأتمتة العمليات وتعزيز الابتكار لتحقيق النمو الاقتصادي والتنويع. وليس هناك شك في أن الذكاء الاصطناعي هو العامل الرئيسي لإطلاق القيمة من البيانات، وهو يتحول بشكل سريع إلى أحد أهم الأدوات بالنسبة للشركات على اختلاف أحجامها. وتشير دراسة لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، إلى أن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد السعودي سيكون هائلاً، إذ من المتوقع أن تساهم التكنولوجيا بأكثر من 135.2 مليار دولار أمريكي في عام 2030، أي ما يعادل 12.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. وتوفر دِل حالياً للعملاء حلول وخبرات الذكاء الاصطناعي التي تحدد مساراتهم نحو المستقبل، ونقوم بمساعدة العملاء على تشغيل أعباء عمل الذكاء الاصطناعي في أي مكان يحتاجون إليه، وتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي من إثبات المفهوم إلى الإنتاج. ومع استمرار ارتفاع الطلب في السوق على الحلول المدعمة بالذكاء الاصطناعي، تواصل دِل استغلال هذه الفرص ضمن أربعة منهجيات هي: (AI-In) والتي تمثل ضمان دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا، و(AI-On) والتي تنطوي على تقديم حلول يمكن للعملاء من خلالها تشغيل أعباء عمل الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم. و(AI-For) والتي تمثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديث أعمالنا، و(AI-With) التي تمثل العمل مع منظومات شركائنا لجعل الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة. وكانت دِل قامت على مدار العام الماضي، بإطلاق العديد من المبادرات عبر صناعات مختلفة، لاستعراض استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الأعمال والمجتمع. ومن ذلك أيضاً تعاوننا مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لتعزيز مهارات المواهب الشابة، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030. س3. هلا تخبرنا المزيد عن عمليات شركة دِل في المملكة العربية السعودية؟ تعد المملكة العربية السعودية من الأسواق ذات الأولوية بالنسبة لشركة دِل تكنولوجيز، ونحن نتعاون مع عملاء من القطاعين العام والخاص، كما أننا موجودون في المملكة منذ أكثر من 20 عاماً، ونعمل بشكل وثيق مع قطاعات متعددة، بدءاً من الرعاية الصحية، مروراً بالتعليم والخدمات المصرفية ومؤسسات القطاع العام. ولطالما كان دعم عملائنا وتزويدهم بالتكنولوجيا المناسبة لتحقيق نمو الأعمال وضمان استمراريتها، على رأس أولوياتنا. وبينما ترسم المملكة العربية السعودية استراتيجياتها الطموحة للنمو والتنويع، فإن تركيزنا ينصب على تمكينها من تحقيق رؤية اقتصاد مزدهر مدعوم بالابتكار. ويتجلى تأثير مساهمتنا في نجاح الشركات المحلية في حجم حصتنا السوقية في المملكة وفقاً لتقرير شركة البيانات الدولية للربع الثاني من عام 2023، حيث نتصدر في مجال التخزين باستحواذنا على حصة تبلغ 39.5%، والخوادم بحصة 56.7%، ونحتل المركز الثاني في مجال مجموعة حلول العملاء بحصة تبلغ 35%. وللارتقاء بهذا النمو إلى المستوى التالي، أعلنا للتو عن خططنا لتوسيع عملياتنا في المملكة العربية السعودية من خلال تأسيس مركز جديد للدمج والخدمات اللوجستية في الرياض. ويعكس هذا الاستثمار الاستراتيجي المكانة الرائدة لشركة دِل، والتي ضمنت لها الحصول على ترخيص افتتاح مقر إقليمي في المملكة، كما أنه يعزز التزام الشركة بتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. وسيقوم المركز الجديد، الذي يتضمن منشأة لعمليات التصنيع، بالتعامل مع جميع خطوط منتجات دِل في المملكة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية والخوادم ووحدات التخزين والشبكات. وهذا بدوره سيساعد في إدارة الطلب المتزايد على حلول دِل الشاملة للمستهلكين والمؤسسات، وإنشاء خدمات وعروض إضافية، وتقليل الفترات الزمنية لتسليم المنتجات، وتعزيز رضا العملاء. وعلاوة على ذلك، ستقوم شركة دِل بنقل مركزها الخاص بشاشات العرض المسطحة إلى الرياض، لتتمكن من تنفيذ عمليات تخزين المخزون وتسليمه مباشرة إلى العملاء مع القيام بعمليات الشحن في نفس اليوم أو في اليوم التالي. ومن المقرر أن يتم تشغيل المنشأة السعودية بحلول نهاية عام 2024، لتكون المنشأة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، والثالثة لشركة دِل في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تنضم إلى مركزين آخرين في أيرلندا وهولندا. وستلعب المنشأة الجديدة دوراً محورياً في تسريع نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية، وذلك عبر خلق فرص عمل جديدة، وتدريب مواهب محلية وتعزيز ثقافة الابتكار. س4. كيف تساهم شركة دل بتطوير المواهب المحلية في المملكة؟ يعد الاستثمار في المواهب المحلية أولوية رئيسية بالنسبة لنا، ونحن ندعم مبادرات الحكومة السعودية في تدريب المواطنين السعوديين وتزويدهم بالمهارات التي يحتاجونها للانضمام إلى القوى العاملة الخاصة بالمستقبل. كما أننا نتعاون في إطار برنامج التحالف الأكاديمي التابع لشركة دِل، مع أكثر من 15 جامعة في المملكة لتقديم تدريب على تكنولوجيا المعلومات يستند إلى المناهج الدراسية. كما لدينا أيضاً برنامج لتوظيف الخريجين المحليين، حيث نقوم بتدريب وتوظيف خريجين جدد في كل عام. ونحن نعمل بشكل وثيق مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لتعزيز تطوير مشاريع هندسية وتكنولوجية في المملكة تتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي. وقد وقعنا في العام الماضي مذكرة تفاهم مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لتدريب متخصصين في مجالات الحوسبة السحابية، في إطار جهودنا لتعزيز التمكين الرقمي في الجهات الحكومية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. ولدينا أيضاً برنامج أكاديمية مبيعات الجيل القادم (NextGen Sales Academy)، والذي نقوم من خلاله بتوظيف مهنيين مبتدئين، وتسجيلهم في برنامج مدته عامان في سياق الوظيفة، وذلك لبناء الجيل القادم من قادة المبيعات في شركة دِل. ونظراً لأننا شركة تركز بقوة على المستقبل، فإننا فخورون بطريقة استثمار فريقنا في المواهب المحلية، وضمان حصولهم على المهارات والأدوات اللازمة لدفع التحول الرقمي إلى الأمام. ونعتقد بأن هذه المبادرات ستلعب دوراً محورياً في تسريع نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية وتعزيز ثقافة الابتكار فيها. س 5. هل يمكنك إخبارنا أكثر عن مشاركة دِل في مؤتمر LEAP؟ تتمثل مهمتنا الأساسية في شركة دِل في مساعدة عملائنا على تحقيق أهداف التحول الرقمي الخاصة بهم والازدهار في مشهد الأعمال دائم التطور. ونهدف من مشاركتنا في مؤتمر LEAP هذا العام، إلى تسليط الضوء على فرص النمو الجديدة للمؤسسات في المملكة العربية السعودية من خلال حلول البنية التحتية الأفضل في فئتها والتي تتضمن الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإدارة البيانات، والأمن، وAPEX، والسحابة المتعددة، والخوادم، وحلول تخزين البيانات، عبر محفظتنا الشاملة التي تساعد الشركات على الازدهار في الاقتصاد الرقمي. وكجزء من التزامنا بالابتكار، سنعرض أيضاً مساحة عمل الاستدامة، وتقنية هولوجرام الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي للمدن الرقمية. وسنسلط الضوء أيضاً على حلول خاصة بقطاعات محددة، مثل شركات الاتصالات، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، والطاقة. ومن المهم الإشارة إلى أن تركيز شركة دِل كان منصبٌ دائماً على إضافة القيمة، والمشاركة مع صناع القرار والعملاء والشركاء الإقليميين في حوار مشترك لدعم رؤيتهم للنمو من خلال حلولنا وخدماتنا الرائدة في الصناعة. ويتيح لنا وجودنا في مؤتمر LEAP التواصل بشكل مباشر مع عملائنا، ودعمهم في التعامل مع بيئة الأعمال سريعة التغير، ولعب دور مركزي في تعزيز نموهم.