تشرفت بلقاء خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في أكثر من مناسبة بمكةالمكرمة، وتحدثت إليه خلالها ونشرت ذلك تلك الفترة في صحيفة البلاد، والتقيت به في جامعة أم القرى 1429ه/مارس 2008م، ومما كان يشغلني فيما يُنقل عن الملك فترة عمله أميرًا للرياض، والتزامه بساعات الدوام رغم مشاغله في الفترة المسائية، وسألته عقب انتهاء لقاء الجامعة، فقال: "إنه توفيق الله، ثم إن العمل يحتاج لاهتمام وإخلاص وأول ذلك المحافظة على دوام العمل". هذا ما نعرفه اليوم عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والتزامه وتنظيمه الدقيق للوقت برغم المسؤوليات الكثيرة. منذ اختيار صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أميرًا لمنطقة عسير في ديسمبر 2018، يتناقل المتابعون وتنشر المواقع مواقف وقصصاً ونمطاً إدارياً مميزاً في خدمة الناس وتسخير كل الجهود الممكنة لحل مشاكل المنطقة، الأمر الذي أصبح مصدر ثناء وتقدير من أهالي المنطقة وبقية المناطق. بحكم العلاقة الصحفية، حضرت مجالس أصحاب السمو الملكي أمراء منطقة مكةالمكرمة منذ العام 1397ه (فواز، ماجد، عبدالمجيد رحمهم الله، ومشعل بن عبدالله وخالد الفيصل)، ورأيت العديد من المواقف وبعض إجراءات العمل داخل جهاز الإمارة وإنهاء حاجات الناس، وبطبيعة الحال، تختلف إجراءات التعامل الإداري من شخص لآخر وتطبيق أهداف القيادة والإدارة، ولعل الأمير تركي بن طلال استفاد من سيرة جده الملك عبدالعزيز ووالده الأمير طلال رحمهما الله، ويقود إمارة المنطقة بعد توفيق الله ثم التزام خطى واهتمام الملك وولي العهد، ويطبق نهج الملك سلمان عندما كان أميرًا للرياض بحل فوري لمشاكل الناس خلال التقائه بهم بوجود رؤساء الجهات الحكومية أو تحديد موعد لإنهائها، وهو نهج إداري قائم على تعليمات الشرع بإعطاء الناس حقوقهم من القائمين عليها، ووجد الناس في عسير أميرًا يستمع ويوجه في ذات الوقت بإنهاء حاجاتهم وهو ما يعود بالرضا من المواطن وجعل المسؤول على استعداد لأداء واجب الوظيفة والمسؤولية أمام حاكم المنطقة. أهنئ الأمير تركي على الجهود الكبيرة التي وجدت القبول بما في ذلك ما يتعلق بكثير من المواقف الخيرية والإنسانية للمواطن والمقيم، إذ شهد الناس فيه إدارة مختلفة قامت على الأداء، ولا غيره، لخدمة المواطن وفق آلية ملتزمة بتقديم نموذج مميز من كل من اختير في مهمة للوطن. أدام الله فضله. شكرًا أمير عسير، وأثق أن كل مناطق ومحافظات المملكة تشهد هذا الحراك ونسيج العمل القائم على أداء العمل المميز ومراقبة الله، فالوطن يستحق.