نجحت فعالية «شقراء للسيارات الكلاسيكية» التي أختُتمت مؤخراً في إعادة تسليط الضوء على السيارات القديمة بالمملكة، وإظهار مدى ما تحظى به من اهتمام لدى العديد من الشباب، وكبار السن، الذين توافدوا من أغلب مناطق المملكة، لمشاهدة أكثر من 77 سيارة تم فرزها من أكثر 150 تقدمت للمشاركة، ويزيد عمر البعض منها على 95 عاماً. من جانبها ثمّنت نورة بنت عبدالعزيز الحسن -المشرف العام على فعالية شقراء للسيارات الكلاسيكية- الدعم والتشجيع الذي لقيته الفعالية من محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي -الذي أقيمت الفعالية برعايته ودشن انطلاقتها بسوق المجلس-، منوهةً بجهود بلدية شقراء وأحفاد المؤرخ إبراهيم العيسى في إنجاح الفعالية، والخروج بها بالشكل اللائق بالمحافظة. وتُعد الفعالية الأولى من نوعها في المحافظة والأولى في موسم الشتاء على مستوى المملكة حيث التقى فيها ملاك السيارات الكلاسيكية والهواة والمحبين لها في موقع تم اختياره بعناية، لمطابقة عمر هذه السيارات وارتباطها بالفترة الزمنية للمباني التراثية بالمنطقة المحيطة بالسوق الواقع في شقراء التاريخية. وأقيمت عدة فعاليات مصاحبة لزوار الفعالية، والذين تجاوز عددهم 17 ألف زائر وتنوعت الفعاليات بين العرضة السعودية، والسامري، وأركان للأسر المنتجة. ومن بين أصحاب المشاركات المميزة فريق ملاك كلاسيك الخليجي وفريق الدوادمي للسيارات الكلاسيكية الذي تأسس منذ قرابة ثلاثة أعوام، وحصل على ترخيص من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية بشعار قصر المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وشارك عدة مشاركات داخلية ودولية، وحصل على عدة جوائز، وجرى تصنيفه كأحد أفضل الفرق على مستوى المملكة، وفي الختام كرّم م.فهد بن عبدالله الرميح -رئيس بلدية شقراء- المشاركين بالفعالية والرعاة، موجهاً الشكر لكل من ساهم في إنجاحها. يُذكر أن بداية ظهور المحركات على أرض المملكة يرجع لمطلع الثلاثينيات من القرن الماضي حسبما تشير بعض الدراسات البحثية، تزامناً مع بداية التنقيب عن النفط، فيما يشير البعض الآخر إلى ظهورها قبل ذلك بكثير، ووفقاً لكتاب «لمحات عن التطور الفكري في جزيرة العرب في القرن العشرين»، يقول مؤلفه فهد المارك -رحمه الله-: إن أول سيارة وصلت المملكة كانت بمدينة حائل في عام 1334ه -1915م-. وشهد عام 1926م دخول أول سيارة المملكة من خلال شركة نقل أجنبية قامت بتوفير مواصلات بين جدةومكةالمكرمة، وفي 1927م جرى تعبيد أول طريق يصل بين مكةالمكرمةوجدة للسيارات، والتي وصلت من خلالها بعد ذلك أول قافلة حجاج من العراق بالباصات والسيارات. وتطور الأمر -بعد ذلك- مع اكتشاف النفط وافتتاح شركة «أرامكو» التي استخدمت في مشاريعها سيارة «الدمينتي» الضخمة، وظهرت سيارات «دوج» الأميركية في تلك السنوات، فيما شهدت العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولايات المتحدة تطوراً بارزاً بين عامي 1961 و1964م ومن بين هذه المجالات كان مجال السيارات. ومع التطور اللافت في المملكة دخلت السيارات اليابانية لتنافس السيارات الأمريكية، بحمولة ضخمة من المركبات الصغيرة، التي حققت نجاحاً هائلاً، وانتشرت بعد ذلك السيارات الصغيرة، فقد عُرفت السيارات الألمانية «المرسيدس» و»الأودي» و»فولكس فاغن»، كما عرفت السيارات الصغيرة من «فورد» الأميركية، وكذلك سيارات «الشفروليه» و»الكاديلاك»، كما ظهرت في الأسواق السيارات الكورية في بداية الثمانينيات. وكان للملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- الدور الأكبر في انتشار السيارات، لرغبته في إنجاح الخطط التنموية، وتسهيل نقل الحجاج من وإلى الحجاز، كما استخدمها في رحلاته وتنقلاته. الرفاهية والأصالة كابريس الثمانينات الميلادية حضور محبين السيارات القديمة الجمس وأنواع مختلفة