بمبادرات لا تنقطع وعمل مكثف لا يهدأ على مدار الساعة، تواصل المملكة جهودها السياسية لوقف الحرب الدائرة في أكثر من مكان بالشرق الأوسط، وعلى رأسها قطاع غزة والجنوب اللبناني، وجاء انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية، التي دعت لها المملكة واستضافتها الرياض أمس، لتتوج هذه الجهود من خلال تعزيز وحدة الصف العربي والإسلامي، والخروج بقرارات تُسهم في إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط. وجاءت كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي رأس القمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، حاسمة في معانيها، وقوية في مدلولها، تبعث برسائل عاجلة إلى المجتمع الدولي، بأن عليه القيام بدوره في وقف التجاوزات الإسرائيلية في المنطقة، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب وإنما في العالم بأكمله. وأكد سمو ولي العهد في كلمته على أن استمرار جرائم الكيان الإسرائيلي في حربه الممتدة لأكثر من عام في قطاع غزة من شأنه أن يقوّض جهود العالم لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، ويحرم أبناء شعب فلسطين من الحصول على حقوقهم التاريخية بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وسرد سموه وعلى مسامع العالم بأكمله أنواع جرائم الكيان الإسرائيلي المعروفة للجميع، باستهداف الأبرياء من أبناء القطاع، وانتهاك قدسية المسجد الأقصى المبارك، والانتقاص من الدور المحوري للسلطة الوطنية الفلسطينية في فرض سيطرتها على كل الأراضي الفلسطينية، بجانب الجريمة الإنسانية الأخيرة بمنع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من ممارسة الأعمال الإغاثية في الأراضي الفلسطينية، وإعاقة عمل المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات الإغاثية للشعب الفلسطيني الشقيق. كلمة سمو ولي العهد طالت الشأن اللبناني أيضاً، بإعلان إدانة المملكة العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، ورفضها القاطع تهديد أمن لبنان واستقراره، وانتهاك سلامته الإقليمية وتهجير مواطنيه، وأكد سموه أمام الملأ على الثوابت والمبادئ السعودية التاريخية في التعامل مع القضايا العربية، وأن المملكة مستمرة في وقوفها سياسياً وإنسانياً إلى جانب الأشقاء في فلسطينولبنان حتى ينالوا حقوقهم المشروعة، ويتجاوزوا تبعات العدوان الإسرائيلي المتواصل.