لا تكن إنساناً تقليدياً، مستسلماً لصراع رياحك مع أشرعة السفينة مترقباً هبوط الظروف على زوايا باخرتك، بل كن قبطاناً محنكاً يعرف كيف يراقص الموج في لجة البحار. متسلحاً بالطموح، متحزماً بالإرادة وتنتشي عزم المثابرة أنفاساً تشرق بها لصباحك الباهي ،يتطلب الأمر أن تستقيظ من سباتك الفكري، إن أردت التجلي لحياة جديدة وغد مختلف تستكين به روحك على وثير الرضا وعرش تحقيق المراد، فطريق الظفر للناجحين ليس ممهداً بعنبر الرفاهية أو مسك الراحة بل لها من كلفة الوقت والجهد نصيب الأسد من حياتهم ،ثُمّ إنهم حملوا راية الإصرار ألا وصول قبل الانتصار على تلك الهزائم وإحياء العزائم وألا أجفان تتعانق حتى ترى الحلم واقع تبتسم له أسارير شفاه الحقيقة، تلك معادلة مرعبة لا يدركها إلا أقوياء العزم وأولوا الصبر الذين اعتصموا بالله ثم بذلوا الأسباب واجتازوا العثرات بل وألقوا إليها تحية العرفان. ويظل السؤال الذي يطرق نافذة الواقع؟ مالذي ينقصنا ألا نصنع حياة مختلفة عوضاً عن الاستناد على حائط الظروف وتعليق الأحلام على شماعة الأقدار؟ دعني أخبرك عزيزي القارئ أن الأمر يتعلق بالمعتقل الذهني لآلية اتخاذ القرارت وتكوين المفاهيم تجاه الأحداث، لذا يستلزم الأمر أن تتحرر من شباك مخاوف الخطوة القادمة وتثمّن من قيمة الحوار الداخلي فهو المفتاح السحري لمستقبلك ،وتحرص على انتقاء جلاسك فمنهم تستقي الخبرات والأفكار بل ساهم في خلق بيئة إيجابية فعَّالة لا يكن زوارها من أصحاب التسويف بل من ذو الهمة الصلبة ثم راهن على نجاحك وحتماً ستكسب الرهان. وحين تشعر بالعثرة ارفع راية استراحة المحارب، ثم أعد ترتيب خطتك الحالية وكن صديقاً لاخطائك وتعايش مع أعدائك بثقافة السلام فليس لديك الكثير من الوقت لتضيعه في حرب شعواء. وأبدع في منهجية التخطيط واكتب أهدافك فهي سلطانك لإدارة يومك واستبدل العبارات الانهزامية التي تُحَدّث بها نفسك أمام كل باب مغلق ،بل اركب الجندول وجدّف بشجاعة العظماء فما زال الزمن بانتظارك لإعادة كتابة التاريخ.