تتطور الأسواق بأدوات عصرية، وتتغير وسائل التسويق التجاري عبر أساليب جاذبة، واحترافية، تخدم العملاء، وتحافظ على المرافق العامة، وتظل أسواق قطاع المعدات الثقيلة، وكأنها خارج السرب، تعيش في شباك تسويق تقليدي ساهم بجلاء في بروز مشاهدات للتشوه البصري على طرق رئيسية، ورفع معاناة العملاء لتجشم معاناة التردد عليهم في مواقعهم، فضلاً عن أثار ومخلفات تلك المعدات. "جولة الرياض" أمس ركزت على ثلاثة مواقع هي أشهر مواقع لاستئجار المعادات الثقيلة بمكةالمكرمة وهي ضاحية الشرائع وحي العدل والمعيصم، ظهرت أمامنا عدة مشاهدات سلبية واضحة، لم نكن في حاجة للبحث عنها، لعل من جملتها انتشار عشرات المعدات على قارعة أحد أهم مداخل مكةالمكرمة، على طرفي الطريق، فيما انتشرت شاحنات نقل مواد البناء (بطحاء، وخرسانة، وماء) على قارعة الطريق ذاته تحسباً لأي طلب. الجولة كشفت أن أغلب المعروض عبارة عن كرينات، وونشات، ورافعات، وتريلات، وشاحنات قلابات، ودركترات، وشيولات، وسطحات، ومعدات زراعية، وبلدوزرات، ومولدات كهرباء، وبوب كات، وبوكلينات، ورافعات سيارات، ورافعات شوكية وفرادات، ودكاكات وحفارات، وجرارات مجنزرة، ورصاصات. فهد البلادي متعامل كشف أن السواق لا زال يدار فكر التسويق التقليدي الذي يعتمد على نشر المعدات في فضاءات متاخمة لطرق رئيسية أو أمام معارض بيع المعدات الثقيلة، بهدف جذب الزبائن والراغبين في الاستئجار. وبين البلادي أن الواقع الحالي يكشف بجلاء مستوى تفكير وتطلعات العاملين في القطاع، مطالباً أن تكون جميع المعدات داخل مواقع نموذجة خاصة ومهيأة، مع استصدار تنظيمات وقرارات بلدية، تنظيمية، تمنع عرض المعدات والأليات على قارعة الطرق الرئيسة، أو حتى الفرعية، ووفي الفضاءات العامة، وبجوار المواقف والحدائق، مع ايجاد منصة خاصة بهذا السوق، تضم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، المستثمرة في قطاع المعدات الثقيلة، من بيع أو تأجير أو نقل أو توصيل، وطرح فكرة دمج أكثر من مؤسسة، لخلق كيانات اقتصادية، مؤهلة، مشيراً إلى أهمية فكرة دفع أصحاب المؤسسات والشركات في سوق المعدات الثقيلة، إلى الاشتراك في المنصات المتخصصة، لطلب أي معدة أو آلية ويكون التعاقد عن طريق المنصة، بعقود موثقة، ورسمية،تضمن حقوق جميع الأطراف، وتوضح طبيعة الأعمال المنفذة والالتزامات، بحيث تكون هذه العقود ملزمة في حالة التقاضي. سعد الحربي" متعامل" قال إن الحاجة تبدو ملحة لإحداث وثبة جديدة في سوق خدمات المعدات الثقيلة بمكةالمكرمة وربما في كثير من مناطق ومحافظات المملكة من خلال التعاملات الإلكترونية، بإنشاء صفحات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة أو مواقع إلكترونية أو تطبيقات خاصة، لعرض المعدات والأليات الثقيلة التي تملكها الشركة، وإيضاح تفاصيل كاملة عنها وعن أسعار الإيجار، وتوفير إمكانية الطلب أونلاين مما يساعد في خلق تفاعل إيجابي وفعال يحقق العائدات المطلوبة. فيصل الهذلي "مراقب للسوق" يقول، نجحت كثير من الوزارات في تنظيم الأسواق العامة، ولا زال سوق تأجير وبيع ونقل المعدات الثقيلة بحاجة إلى تدخل لطمس صور التشوه البصري في مدينة تشهد حراك تطويري واضح. وطبقاً لمصادر رسمية في وزارة الصناعة والثروة المعدنية فإن السوق السعودي للمعدات الثقيلة يصل حجمه إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وسوق مولدات الديزل يبلغ حجمه 550 مليون دولار، مرشحان لنموٍ كبير حتى عام 2030، خاصة مع عدم وجود مُصنّعين محليين مرخصين للمعدات الثقيلة.