أقيم في مقهى الشريك الأدبي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، لقاء حمل عنوان: (الهجن في عام الإبل مع مناقشة كتاب شداد) بالتعاون مع نادي حرف، وقدم اللقاء مؤلف كتاب "شداد" الرحالة والمصور الفتوغرافي إبراهيم السرحان ويحكي كتابة عن سباقات الهجن التقليدية وثقافة البادية في منطقة تبوك، وأدار الحوار حسن الريثي. حيث ابتدأ السرحان حديثه بأن الإبل من الحيوانات العجيبة وآيات الله الفريدة وذكر ذلك في كتابة الكريم: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ). وكان الإنسان يسافر ويحمل أثقاله على الإبل، ومنها يشرب ويأكل ومن أوبارها وجلودها يلبس وينزل، ولها خصائص مهمة، فهي على قوتها وضخامتها وضلاعة تكوينها ذلول يقوده الصغير، فتقاد وهي على عظم نفعها وخدمتها قليلة التكاليف، مرعاها ميسر، وكلفتها ضئيلة، وهي أصبر الحيوان المستأنس على الجوع والعطش والكدح وسوء الأحوال. وأضاف السرحان بأن الأمثلة في اللغة العربية تستخدم من قاموس الإبل. مستدلاً بكتاب الصاعدي (في تعميم الدلالة في ألفاظ الإبل) ومن هذه الكلمات (ح ش و) الحشو والحاشية: الحشو من الناس الذين لايعتد بهم ولا يعتمد عليهم والحشو من الكلام: الفصل الذي لا خير فيه وحاشية الرجل: أهل الرجل وخاصته. وأصل ذلك أن الحشو هو صغار الإبل وكذلك حواشيها صغارها. (خ ج ل) الخجل: الاستحياء، يقال خجل الرجل يخجل خجلاً: استحيا واضطرب ودهش من الاستحياء وبقي ساكتاً لا يتكلم ولا يتحرك فهو خجلان وخجل. وهذا مشتق من قولهم خجل البعير خجلاً سار في الطين فبقي كالمتحير وخجل البعير إذا ارتطم في الوحل، وخجل البعير بالحمل: ثقل عليه واضطرب. وأوضح السرحان بأن كلمة (شداد) التي أطلقها على كتابه هي عبارة عن قطعة مقوسة الشكل توضع على ظهر الجمل من الأمام والخلف وتتوسطها وسادة تسهِّل عملية الجلوس، فعمل الأولون على نسج الحبال من ليف النخيل المنتشر بكثرة في القرى الزراعية، لافتاً إلى أن "الشداد" نوعان، منها ما يستخدم للركوب، حيث يثبَّت ويُربط بإحكام فوق الإبل للجلوس، بحيث يستطيع الراكب أن يمسك بطرفه من جهة الأمام حتى لا يسقط عند نهوض الناقة. وفي هذا الكتاب المصور مشاهد واحداث تظهر للنور لاول مرة وحقيقة تاريخية مهيبة أن أهالي مدين التابعة لمنطقة تبوك هم أول من حارب على ظهور الهجن في التاريخ البشري. مضيفاً بأن الجنادرية كانت في البداية مهرجان للهجن وأول من قام بهذه السباقات الملك فيصل رحمه الله. وفي نهاية اللقاء، فتح باب المداخلات للمهتمين والمهتمات بالشأن الثقافي والأدبي في المنطقة.