تدفع الاستثمارات الضخمة التي يتم توجيهها نحو القطاع الطبي بالقطاع نحو النمو والريادة الاقليمية، مما يعزز من الواقع الربحي للقطاع المدفوع بمنهجية رؤية المملكة 2030، ورصدت "الرياض" معدلات النمو المركبة السنوية في غير عيادة، إذ تبلغ في عيادات الاسنان نحو 5.6% كمعدل نمو سنوي مركب وصولا لعام 2028. وحقق القطاع الطبي الخاص قفزة نوعية تخصصية أضافت للقطاع الطبي المزيد من الخدمات، مما يحقق الهدف الذي تسعى إليه رؤية المملكة 2030، إذ يشير تشير الاحصاءات إلى أن المملكة تسعى لرفع القطاع الطبي الخاص لنحو 35% بحلول 2030، ويحقق ذلك أعلى معايير الجودة التي يستفيد منها المرضى في مختلف العيادات، وأشار مستثمرون في القطاع الطبي إلى أن القطاع شهدا نموا في عيادات الأسنان، مؤكدين تحقيق ارتفاع ملحوظ فيها، إذ بلغت نسبة الارتفاع نحو 15%، بينما شهد قطاع الجلدية نمواً بمعدل 12%، مدعوماً بالاستثمارات المتزايدة في التكنولوجيا والابتكار الطبي. استراتيجية شاملة للخصخصة وقال د. صالح الشرفاء استشاري أول طب الأطفال: "نحن اليوم نعيش مرحلة تحول جوهري تدعمه قيادتنا الرشيدة وفق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ولا سيما في القطاع الصحي، إذ تسعى الدولة إلى رفع مساهمة القطاع الخاص في تقديم الرعاية الصحية إلى 35% بحلول عام 2030، في إطار استراتيجية شاملة للخصخصة، وقد حقق قطاعا طب الأسنان، والجلدية استفادة كبيرة من هذا التوجه، إذ ارتفعت نسبة المراكز الطبية المتخصصة في طب الأسنان بنسبة 15%"، مضيفا "إن الواقع الاستثماري التنافسي في المجال الطبي خلق أرضية ارتقت بجودة الخدمات وفق أعلى المعايير الطبية، ما انعكس إيجابا على القطاع من الناحية الاستثمارية الربحية"، وتابع "ذلك النمو أصبح يتميز به القطاع الطبي في القطاعين العام والخاص". وأبان بأن الواقع الاستثماري في المجال الصحي بالقطاع الخاص في المملكة يشهد نموًا ملحوظًا، مدفوعًا برؤية 2030 التي تسعى لزيادة مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات الصحية، ففي عام 2023، خصصت السعودية 50.4 مليار دولار للقطاع الصحي، ما يمثل 16.96% من ميزانية الحكومة، مع استهداف رفع نسبة مشاركة القطاع الخاص من 40% إلى 65% بحلول عام 2030 , هذا الاستثمار الهائل أدى إلى تحسين البنية التحتية الصحية، وتبني التقنيات الطبية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتحسين دقة التشخيص والعلاج، ما يعزز من جاذبية الاستثمار في هذا القطاع. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الشراكات مع مؤسسات طبية عالمية في جلب أحدث التقنيات والخبرات إلى المملكة، ما عزز من مستوى الخدمات الصحية المقدمة". وشدد على الاستثمار في أقسام الأسنان والجلدية والتجميل عزز بشكل كبير من قوة وجودة الخدمات المقدمة في المجالات الطبية التخصصية في هذه الاقسام، ما يعزز من النمو الربحي في القطاع الطبي، مضيفا "تشهد المملكة نموًا سريعًا بفضل زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية وتوسع التغطية التأمينية وزيادة الدخل الفردي، إذ من المتوقع أن ينمو سوق طب الأسنان بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 5.6% حتى عام 2028"، مشيرا إلى أن التقنيات المتقدمة مثل زراعة الأسنان وتقويم الأسنان غير المرئي تعزز من جودة الرعاية المقدمة في مجال الجلدية والتجميل، وقال: "هناك طلب متزايد على هذه الخدمات مدفوعًا بزيادة الوعي الصحي والجمالي بين السكان، فالاستثمار في تقنيات متقدمة مثل الليزر وتقنيات العلاج بالضوء يسهم في تحسين كفاءة وجودة الخدمات المقدمة، وأدى ذلك الى انعكاس ذلك على عيادات في تخصص الجلدية والتجميل والأسنان". وأباد بأن العيادات المتخصصة في الجلدية والتجميل والأسنان، يلاحظ فيها التأثير الايجابي المباشر لهذه الاستثمارات، مضيفا "في عيادات الجلدية والتجميل، استخدام تقنيات الليزر المتقدمة لعلاج ندوب حب الشباب والتقشير بالليزر وحقن البوتوكس والفيلر أدى إلى تحسين النتائج السريرية وزيادة رضا المرضى، وهذا الاستثمار ساعد أيضًا في توفير تدريب مستمر لكوادرنا الطبية، ما يعزز من مهاراتهم ويضمن تقديم رعاية صحية عالية الجودة، ولدينا في الأسنان، تبني تقنيات زراعة الأسنان الحديثة وتقويم الأسنان غير المرئي أدى إلى تقديم خدمات متميزة تتماشى مع أعلى المعايير العالمية، فالاستثمارات في هذا المجال لم تساعد فقط في تحسين جودة الرعاية المقدمة، بل أيضًا في جذب المزيد من المرضى الذين يبحثون عن أفضل العلاجات المتاح المستمر في هذه المجالات يعكس التزامنا بتقديم أفضل الخدمات الصحية لمرضانا وتحقيق أهداف رؤية 2030 في تحسين جودة الحياة والرعاية الصحية في المملكة". جذب اقتصادي وشدد د. كامل العباد مدير مستشفى القطيف المركزي سابقا على أن المملكة تمكنت من تحقيق جذب اقتصادي للقطاع الطبي من واقع القطاع الخاص في المملكة، مدفوعا بالمزيد من أعلى المعايير الطبية المعمول بها، وقال: "إن القطاع الخاص الطبي حاليا يخطو خطو ممتازة بالتشارك مع وزارة الصحة، وهذا القطاع حاليا رافد كبير جدا يخدم المواطن والمقيم على السواء، وهو مكمل ورافد للنظام الصحي في المملكة"، مضيفا "لا شك أن السنوات الماضية عززت من قيمة القطاع، كما السنوات القادمة المملكة داخلة على نظام التأمين وهذا يضفي من الناحية الاقتصادية فرص أكثر ضخامة، ولا شك القطاع الخاص واعد وبقوة ونرى في المملكة حاليا أن الاتجاه للقطاع الخاص بهذه الخصوص يأتي من منطلقات ممتازة، ونعتقد أن الاستثمار في هذا القطاع إن تم وفق إدارة جيدة مهنية يأتي بعوائد ربحية تخدم القطاع وتضيف له شرط توفر المهنية وأعلى جودة في المعايير الطبية"، مؤكدا أن التنافسية في هذا المجال ليست سهلة، مما ينعكس على واقع السوق اليوم بتقديم أعلى معايير الجودة. يشار إلى أن المملكة وضمن رؤية 2030 تسعى لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، إذ تشير الاحصاءات إلى أن الربع الثاني من العام الحالي (2024) إلى تحقق نسبة نمو معدل الانشطة غير النفطية ب4.4% مقارنة بما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي (2023)، ما يؤكد النمو في مختلف القطاعات غير النفطية، ومنها القطاع الطبي. د. صالح الشرفاء د. كامل العباد