قدم الكاتب والمخرج المسرحي عبدالهادي القرني محاضرة حول «سينوغرافيا المسرح»، ضمن مبادرة الشريك الأدبي، إحدى مبادرات وزارة الثقافة، واحتضنها مقهى «أدب الشاي»، وأدار اللقاء حسين الفيفي، وسلط الكاتب والمسرحي القرني الضوء فيها على مفهوم السينوغرافيا وتجربته في تأليف كتاب مخصص حمل عنوان «سونوغرافيا المسرح»، تناول عبره هذا المفهوم الإشكالي الغائم، وعززه بالكثير من البحث والدراسة، والمصادر المختلفة وكذلك الاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال من كتّاب ومخرجين ونقاد. واستعرض القرني خلال القاء أصول وتطور مفهوم السينوغرافيا، موضحاً أنها ظهرت في العالم الغربي بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تطورت لتصبح علماً قائماً بذاته، يعنى بتنسيق عناصر العرض المسرحي المختلفة كالديكور، والإضاءة، والأزياء، والإكسسوارات، والصوت، لتشكل صورة نهائية متناغمة تُجسد رؤية المخرج وتعكس فكر النص المسرحي. القرني تناول بدايات رحلته مع السينوغرافيا منذ عام 2014، حيث قدم مع زملائه دورات مسرحية شملت مواضيع مهمة مثل صناعة الأقنعة من مواد بسيطة. وذكر أن اهتمامه بتأليف الكتاب تزايد خلال فترة الحجر الصحي في عام 2020، ما دفعه إلى تعميق بحثه وقراءة المصادر المتاحة عبر الشبكة العنكبوتية، وواجه تحديات أبرزها قلة المراجع المسرحية العربية المتخصصة. كما عرّف القرني السينوغرافيا باعتبارها فن تنظيم وتجميل المشهد المسرحي بحيث تتكامل العناصر المرئية والسمعية والحركية لتشكل وحدة فنية متجانسة. وأوضح أن السينوغرافيا لا تقتصر على خلق مشاهد بصرية جميلة فحسب، بل تهدف إلى تعزيز جمالية العرض المسرحي وتحقيق المتعة للمتلقي، مع التركيز على تحقيق توازن بين العناصر المختلفة كي تظهر في صورة متناغمة تخدم رؤية المخرج. واختتم القرني المحاضرة بتسليط الضوء على واقع السينوغرافيا في العالم العربي، مشيراً إلى التحديات التي تواجهها في التبني كمجال مستقل. خلال المحاضرة، قدم الزميل الحسني مداخلة نوّه فيها بأهمية كتاب عبدالهادي القرني، مشيراً إلى أنه يمثل حاجة راهنة ملحة في ظل قلة المصادر المتوفرة حول السينوغرافيا في المكتبات العربية. وأشاد الحسني بالكتاب كدليل إرشادي ومرجع مفيد، يمكن للباحثين والمسرحيين والكتاب، وكل المهتمين بالفن المسرحي، أن يجدوا فيه ثروة معرفية ودعماً عملياً. كما أثنى على المستوى الرفيع الذي خرج به الكتاب من حيث الرصانة والعمق، مؤكداً أن ذلك يعكس حجم الجهد المبذول في تأليفه، واستعانة المؤلف بمراجع عربية مهمة ومختصين ذوي خبرة واسعة في مجال المسرح، مما أضفى على الكتاب قيمة علمية وثقافية كبيرة، كما شهد اللقاء العديد من المداخلات الثرية من زملاء القرني ورفقاء دربه في العمل المسرحي، المسرحي القدير علي الزوبع، والفنان عبدالرحمن الرقراق أشادا فيها بمثابرة عبدالهادي القرني وثراء تجربته خلال مسيرته العملية في مسرح الطفل والمسرح المدرسي، وكذلك إخراج العديد من المسرحيات التي تشاركا معه فيها، منوهين بدأبه ومثابرته وإخلاصه للمسرح عبر مسيرة طويلة. صورة جماعية للحضور عقب اللقاء غلاف كتاب سينوغرافيا المسرح