عاد الفرنسي إيرفي رينارد ليقود المنتخب السعودي مجدداً بعدما ترك "الأخضر" بمحض إرادته تلبية لنداء منتخب وطنه فرنسا للسيدات، وهي التجربة التي لم يستمر فيها طويلاً. عاد المدرب صاحب الحضور والشخصية التي تماشت كثيراً مع تكوين اللاعب السعودي الذهني، وهو الرجل الذي يعتمد كثيراً على الجوانب النفسية والذهنية قبل الفنية، ما منحه القبول لدى الشارع الرياضي أيضاً، وكانت فترته جيدة بما يكفي إذ قاد المنتخب في مونديال 2022 وقدم معه منتخب الوطن مستويات جيدة وإن لم تواكبها النتائج المطلوبة. عاد رينارد بعدما كان الإيطالي روبرتو مانشيني على مقربة من تدمير كل المكتسبات، وهو المدرب الذي جاء بقرار كارثي لا يختلف كثيراً عن خطأي التعاقد مع كارلوس البرتو بيريرا قبل مونديال 98 وهو الفائز بلقب مونديال 94، وكذلك التعاقد مع الهولندي فرانك ريكارد وهو الذي لا يحمل بصمة تدريبية كبيرة خارج تجربته مع الجيل الأعظم لبرشلونة الإسباني، والتي لا يمكن لأي مدرب إلا أن ينجح مع ذلك الجيل، ليكون الدرس واضحاً وجلياً بأن الأسماء الرنانة والمتشبعة تدريبياً لا يمكنها تقديم الإضافة، بل إن استقطابها له تكلفة مالية عالية مع مخاطر تتعلق بصعوبة نجاحها. في المقابل لست أتحدث بسلبية، إن قلت إن كثير من التجارب الثانية لمعظم المدربين لا تكلل بالنجاح، الأمثلة كثيرة في الكرة السعودية، ولكن للتعاقد مع رينارد ما يبرره، فالمرحلة لا تحتمل تواجد اسم جديد في خضم التصفيات المصيرية والدخول في اختبار جديد لعلاقة مدرب مع اللاعبين والجماهير والإعلام، علاوة على قدرة المدرب في العمل النفسي والتحضير الذهني، وهو ما يدفع للتفاؤل خصوصاً وأن المتوقع أن تشهد قائمته عودة عدد من الأسماء التي شكلت نواة المجموعة التي صنعها ريكارد بقيادة سلمان الفرج. أمام رينارد مهمة صعبة تمثل بترميم ما هدمه مانشيني، إذ أن الفرنسي قادر على فتح صفحة جديدة مع الجميع، ويستطيع لملمة الأوراق بشكل سريع، وستكون المسؤولية على لاعبي المنتخب لمساعدته على مشروعه الجديد في وقت ستكون الضغوطات أقل على منتخبنا، خصوصاً وأن التصفيات لا يزال فيها متسع كافٍ لأن يعيد "الصقور" حضورهم الرائع في التصفيات الماضية.