تأتي أعمال مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد -الذي تستضيفه جدة- استمرارًا لدور المملكة الريادي في دعم المجتمعات المتضررة والمنكوبة في شتى أنحاء العالم؛ والإسهام في التخفيف من معاناتها وتوفير الاحتياجات اللازمة لها، وفي إطار حرصها المعهود على مساندة الجهود الدولية في مجال الإغاثة الإنسانية.. تعدّ المملكة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وامتدادًا إلى أبنائه الملوك، وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-، في قائمة أكبر عشر دول في العالم إيمانًا وحرصًا منها على مد جسور الدعم الإنساني والمساندة للمجتمعات والدول المحتاجة، حتى أضحت في مقدمة الداعمين للعمل الإنساني والتنموي وبالأرقام والإحصاءات وفق ما تشير إليه المنظمات الأممية للعمل الإغاثي والإنساني دون أي تمييز على أساس دين أو عرق أو بلد. فالمملكة منذ تأسيسها تقدم دون توقف مساعدات إنسانية وتنموية وخيرية إلى مختلف الدول، في شكل تبرعاتٍ كاملة أو منحٍ إنسانية وخيرية وقروضٍ ميسرة لتشجيع التنمية في الدول النامية، وتقوم بدور إنساني شامل في دعم القضايا الإنسانية كافة حول العالم، حتى غدت في المركز الثالث عالميًا في حجم المعونات الإغاثية والإنسانية والتنموية. واليوم تغطي المساعدات السعودية عبر «مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والمساعدات الإنسانية» مجالات إنسانية وتنموية وخيرية عدة، من أهمها: المساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ، التعليم، المياه، الصحة العامة، النقل، الأعمال الخيرية الدينية والاجتماعية، توليد الطاقة وإمدادها، الزراعة، وتوزعت فيها المساهمات السعودية الأممية على عدة قطاعات نحو الموازنات، والبرامج العامة للصناديق والمنظمات والهيئات التنموية، والمساعدات الإنسانية والإغاثية لمنظمات الأممالمتحدة، والهيئات الدولية والإقليمية. وتأتي أعمال مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مدينة جدة، وذلك بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، وبالتنسيق مع مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ استمرارًا لدور المملكة الريادي بدعم المجتمعات المتضررة والمنكوبة في شتى أنحاء العالم؛ والإسهام في التخفيف من معاناتها وتوفير الاحتياجات اللازمة لها، وفي إطار حرصها المعهود على مساندة الجهود الدولية في مجال الإغاثة الإنسانية. ففي ظل الأزمات المتفاقمة في منطقة الساحل الأفريقي وبحيرة تشاد، يُعتبر مؤتمر المانحين خطوة حيوية لجمع الدعم الدولي اللازم لمساعدة النازحين واللاجئين في تلك المناطق. تشهد هذه المنطقة تحديات كبيرة نتيجة النزاعات المسلحة، وانعدام الأمن، وتغير المناخ، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. منطقة الساحل وبحيرة تشاد عانت من مستويات عالية من النزوح بسبب الصراعات المستمرة، وخاصة النزاعات المرتبطة بالجماعات المتطرفة، إذ يقدر عدد النازحين داخليًا واللاجئين في هذه المناطق بملايين الأشخاص، مما يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي. ويسعى مؤتمر المانحين إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها، جمع التمويل اللازم، من توفير للموارد المالية اللازمة لدعم البرامج الإنسانية والإغاثية، وتوحيد الجهود بتعزيز التنسيق بين الدول المانحة والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية، وتسليط الضوء على الأزمات؛ برفع الوعي العالمي حول الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها النازحون واللاجئون. يتطلب الوضع في منطقة الساحل وبحيرة تشاد تقديم المساعدات الإنسانية، وبحث سبل تقديم المساعدات الغذائية والطبية والتعليمية للمتضررين، ومناقشة الإجراءات اللازمة لتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المتأثرة، وتشجيع مشاريع التنمية التي تساعد على إعادة تأهيل المجتمعات وتعزيز قدرتها على مواجهة الأزمات المستقبلية. وكل ذلك يتطلب دعماً دولياً متواصلاً، فبدون المساعدات المالية والموارد البشرية، ستظل الأوضاع الإنسانية في تدهور مستمر، يُعتبر المؤتمر فرصة لتجديد الالتزام الدولي تجاه هؤلاء الفئات الضعيفة. ومع اختتام مؤتمر المانحين، بتعهد أكثر من 10 دول وهيئات ومنظمات مانحة بتقديم أكثر من مليار و100 مليون دولار لدعم النازحين المتضررين في المنطقة، بالإضافة إلى التعهدات العينية، بحسب ما أعلن عنه الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي السعودي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع اختتام أعمال المؤتمر، والذي أعلن فيه تعهد المملكة بمبلغ إضافي قدره 30 مليون دولار ليصبح إجمالي ما خصص لدول الساحل وبحيرة تشاد 51 مليون دولار منذ بداية 2024، ليصبح تقديم السعودية ما يزيد على ملياري و500 مليون دولار من المساعدات الإنسانية والتنموية لهذه المنطقة. السعودية اليوم وكل يوم بقيادة ملكها العظيم وولي عهده الأمين وشعبها المجيد تواصل جهودها المستمرة وإخلاصها الدائم في تقديم الدعم والمساعدة، وتعزيز حقوق الإنسان في مختلف المجالات للاجئين، حرصًا منها على إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاجين، وتتعامل معهم بتاريخها المجيد وأصالتها العظيمة وفقًا لمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الداعية للمحبة والسلام والتآخي، ووفقًا للمبادئ الإنسانية التي تقررها الاتفاقيات والمعاهدات الدولية كافة بكل ريادة واقتدار.