في إطار التحول الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية في قطاع الصحة، يتجلى ملتقى الصحة العالمي كإحدى أهم المبادرات الرائدة التي تعكس هذا التطور، يأتي الملتقى في نسخته السابعة، الذي استضافة مدينة الرياض، ليبرز دور المملكة المحوري في قيادة الابتكار الصحي على مستوى العالم، تحت شعار "استثمر في الصحة". بدعم من وزارة الصحة وبرنامج تحول القطاع الصحي، لذا يُعد الملتقى جزءا من رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتعزيز جودة الحياة والارتقاء بالخدمات الصحية بما يتماشى مع التطورات العالمية. سلط الملتقى الضوء على مجموعة واسعة من القضايا والفرص التي تهم مختلف الفئات المشاركة، ومن أهم ما أدى إليه من تميز وجود منصاته الأربع الرئيسة التي احتوت نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية، عبر "قمة القادة" التي جمعت أبرز الشخصيات العالمية في الأبحاث الصحية ورعاية المرضى والابتكار التقني، فقد شكلت تلك القمة نواة للنقاشات حول التحديات الصحية العالمية، وبالنتيجة قدمت حلولا مبتكرة لتحسين الخدمات الصحية. وفي هذا الإطار برزت أحدث الابتكارات في مجال التشخيص والكوادر الطبية عبر "منتدى التميز الطبي"، مؤكداً أهمية بناء قدرات طبية قادرة على مواكبة التطورات السريعة في القطاع، ومن زاوية أخرى كان "لمنتدى الصحة الرقمية" ترسيخ للتحول الرقمي الهائل الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة من خلال تبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتحسين دقة التشخيص وخدمات الرعاية الصحية. ويُعد "منتدى المستثمرين" إحدى أهم الركائز في الملتقى، حيث أتاح الفرصة لأكثر من 1000 مستثمر و60 شركة ناشئة لاستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع الصحي، ومما تجد الإشارة له ما قدمه الملتقى من دعم للمشاريع الناشئة من خلال مسابقات ورؤى استثمارية هدفت إلى جذب الاستثمارات المحلية والدولية، وتعزيز الابتكار في المجال الصحي. كما أن مما أضاف للملتقى أهمية كبيرة هو الحضور الواسع من قبل أبرز الخبراء والمتحدثين العالميين، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 500 متحدث من أكثر من 70 دولة، وبالتالي ساهم ذلك في تفعيل التعاون الدولي في مجال الصحة، وتبادل الخبرات والابتكارات التي تحقق تحسين مستوى الرعاية الصحية عالميًا. وتماشياً مع ما تم ذكره توفرت منصة تعليمية مميزة، قدمت للزوار تجارب تفاعلية، مثل مستشفى الصحة الافتراضي الذي يعتمد على أحدث التقنيات في التعليم الطبي، وتجارب رياضية وصحية متنوعة مثل التحليل ثلاثي الأبعاد للجسم، ومعرض الفنون والصحة الذي جمع بين الفن والرعاية الصحية، كما شكل تواجد القطاع غير الربحي فرصة لإبراز تنوع الجهود من مختلف القطاعات المساهمة في الرعاية الصحية المستدامة. يأتي هذا الحدث كجزء من الجهود المستمرة للمملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030، التي تسعى لتطوير القطاع الصحي ليصبح أكثر مرونة واستدامة، مع التركيز على تعزيز الاستثمار في الصحة العامة وتشجيع الابتكارات التي تسهم في تحسين حياة الأفراد. أخيراً، فإن ملتقى الصحة العالمي يمثل خطوة جديدة نحو مستقبل صحي أفضل، حيث يضع الأسس لتعاون عالمي يعزز من قدرات المملكة في قطاع الصحة، ويجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات والابتكارات في هذا المجال.