في إجازة الصيف الماضية، كنت أقضي إجازتي الصيفية في إحدى المدن الأوروبية، أتصفح قائمة الطعام لأملأ معدتي الجائعة، وجاء نادل المطعم وسألني بفضول شديد جداً وطني الغالي، فقال كيف هي الحياة في السعودية، أجبته بكل فخر واعتزاز، إننا في المملكة نعيش نهضة تنموية لم يسبق لها مثيل، ننعم بحياة آمنة؛ نغمض أعيننا بكل اطمئنان وسكينة لا ينعم بها بقية العالم. بالإضافة يوجد لدينا فرص نوعية تحقق أحلامنا للوصول إلى القمة، فتحت رؤية السعودية 2030 أبوابا جديدة لقطاعات كانت شبه راكدة؛ مثل السياحة والترفيه والثقافة، بإمكانك أن ترى شبابا سعودين من الجنسين يعملون بهمة ونشاط على خدمة مجتمعهم وتقديم صورة مشرفة عن المملكة. أصبح السياح من جميع أنحاء العالم يأتون لزيارة السعودية للتعرف على ثقافتها وتاريخها وتراثها الحضاري العريق؛ الذي يجسد تاريخيها المميز الممتد لعقود. لم نعد تلك الدولة التي تعتمد على النفط كمصدر دخل أساسي للاقتصاد، بل تسعى إلى تنويع مصادرها لتواكب تطورات العصر الرقمي. أصبحت المملكة تحتضن أبرز الفعاليات العالمية مثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية ومهرجان البحر الأحمر السينمائي وغيرها التي تسهم في جذب الاستثمارات العالمية إلى السعودية. نحن رائدون في التحول الرقمي حيث أصبحت حياتنا أفضل بفضل هذا التطور، بإمكاننا الآن أن نحصل على استشارة طبية عبر الاتصال المرئي دون الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى. فأنا لا أتوقع بأن تتوفر لديكم مثل هذه الخدمة النوعية في بلدكم، فهز رأسه متفقا معي. كما أننا لدينا مدن تاريخيّة مثل الدرعية التي تم إعادة ترميمها لتكون وجهة سياحية وثقافية عالمية، تحكي قصة وطن طموح وقائد عظيم استطاع بعزيمة وإصرار توحيد البلاد وتحقيق العدالة الاجتماعية، فيجب عليك أن تأتي لزيارتها مع عائلتك وأصدقائك لترى مدى جمالها. كما ستتمتع بطيبة وكرم ضيافة أهالي المملكة بجميع مناطقها وتتذوق أطعمة لذيذة بأيدٍ سعودية، فنحن لدينا أيضاً العديد من المأكولات والمشروبات والحلويات المحلية التي أصبحت تتصدر القوائم العالمية، مثل القهوة السعودية والكبسة وغيرها. فقال متعجبا: هذا شيء مذهل... كل ذلك يحدث في السعودية، فقلت له لم تر شيئا بعد.. نحن كالنسر الذي يستعد للطيران والشجرة التي تنمو أغصانها بوتيرة سريعة. هذه قصة تلخص لنا التحول الذي تعيشه البلاد في ظل رؤية 2030، حيث أطل علينا في هذا العام عطر الذكرى الرابع والتسعون لتأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيد الجزيرة العربية، فهذا التوحيد جعلنا نلتئم حول كيان سياسي واحد، وتحذو نحو دولة مستقلة ذات سيادة في عصر حديث متطور، فمن عهد المصطفى- عليه أفضل الصلاة والسلام - وعهد الصحابة والتابعين في تاريخ إسلامي ثري مليء بأهم الأحداث العظيمة. نحن نشهد اليوم تاريخا حضاريا كبيرا علمنا ولازلنا نتعلم منه، فالتاريخ معلم بارع ... فهو يقدم لقرائه ومتابعيه أغلى العبر وأعمق الدروس. ونحن كسعودين نفتخر بهذا الوطن الغالي على قلوبنا لأنه من أهم مشاريع الوحدة في العالم. لذلك فوحدتنا الوطنية هي من أهم الأقداس التي يجب أن نحافظ عليها جيدا ولا نسمح لأي كائن من كان بمحاولة تفريق هذه الوحدة وجعلها عرضة لبعض الحاقدين فرصة بتأجيج أمننا واستقرارنا. نحتفي بهذا الوطن فهو يبهرنا بجميع إنجازاته العظيمة التي نالت أعلى المراتب العالمية، إنه عصر الازدهار في المملكة التي أدهشت العالم بتنميتها وسرعة نهضتها. دام عزك يا وطني وأدام الله الأمن والاستقرار لهذا الوطن ساطعا كالنجم بشعبها الكريم والطيب ومليكه وولي عهده الأمين. كل عام وأنت بألف خير يا وطني الغالي.