أحدثكم عن بقعة جغرافية مترامية الأطراف، متنوعه الأعراق كان لها من سطور البسالة والشجاعة روايات تاريخية بسيف رجل شع ضياؤه في ليال حالكة الظلام ليعلنها ببناء وطن عظيم بعد عاصفة من الفرقة ولذعات من الشتات. عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بطل الجزيرة وفارسها الأوحد، بعقلية استثنائية وعزيمة الرجال، جوّد خيله وأعد رجاله الأشداء أمر فعزم، أقدم فأنجز فوحد شعب بأرضه تحت راية التوحيد. في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام نحتفل بالعرس السعودي الكبير فتخفق قلوبنا حباً وعزة ونحن نفخر بأن قدم الاستعمار لم تطأ شبراً من أرضنا ولم تجر على المساس بأمننا، إنها قصة انتماء أبدي لا تنفك أساريره بل هو شديد الوثاق. فاليوم الوطني لم يعد ورقة خضراء في تاريخنا كسعودين، بل التحاما وطنيا ووحدة أصيلة شيدت بالدفاع والحفاظ على كل ذرة من تراب وطننا الغالي. ونحن نقلب أوراق التاريخ لنقرأ في سيرة المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز، ننتشي أنفاس الأنفة والعزة ونتباهى أمام ماضي الأمم وحاضر العالم في رحلة تاريخية بحنكة المؤسس عبدالعزيز الذي أرسى دعائم الأمن والأمان التي ما زلنا نستظل تحت أغصانها وفي توالي حكامنا. وها نحن اليوم نحمل كلا الكفتين باعتزاز أمام العالمين بين ماض مشرف مازلنا نفخر به تاجا على رؤوسنا في طريقنا إلى تحقيق رؤية 2030 التي تعد منجز من منجزات النهضة السعودية، فهذه صحراء العلا رسمت كتحفة حضارية بين الماضي والحاضر وخيمتنا القديمة من تلك الحقبة العتيقة أضحت بوصلة رشيدة لرسم وحدتنا الوطنية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - تتوالى الأعوام ويتعاظم الانتماء لهذا الوطن الكبير، التحاماً ودفاعاً وعشقاً ليست كلمات تروى على سطور التاريخ بل أرواحا عاهدت الله على الوفاء للمملكة العربية السعودية ولقيادتنا الرشيدة جيلاً بعد جيل.