هذا الهلال قافيةٌ موزونةٌ.. قصيدةٌ على (البحر) الأزرق.. وموجها الضِدُ وضِدُه.. هذا (الهلال) مجموعة أحرف ولِدت في قمة ونمت وكبُرت في ذات القمة.. كلمة من ستةِ أحرف وسبعين معنى، كلها تؤول لفخرٍ أزرق.. مجدٌ توارثته الأجيال من التأسيس وحتى كتابة هذه الأسطر.. شموخٌ انبلج ضوء النهار فيه على منصّةٍ من ذهب واستلهم منها البقاء وحبّ الانتصار والتفرّد.. هذا (الهلال) أغنية المطر وهدوء الثلج وسحر الليالي الباردة، هو التفاصيل التي تصنع اللحظة وتغير خارطة اليوم وجغرافيا الجسد.. هو (المكان) حيث الذكريات تأخذنا، هو (الزمان) حيث فيه اعترفنا بهيامنا، هو (الفرح) حيث فيه نباهي ونتحدّى، هو (الفخر) حيث نقولها بأعلى صوت دون خوف وخجل "أنا هلالي فمن تكون أنت..!".. في ذكرى التأسيس تهرب الأحرف والمشاعر إلى حيث البقعة الزرقاء التي استظلّ تحت سقفها رجال آمنوا بالهلال أن يكون رهان الفخر لكرتنا السعودية، فأسّسوا أولى اللبنات وتعاقبت الرجال على إكمال البناء ومازالوا حتى اليوم.. في ذاكرة التأسيس رجال على قلب رجل رؤساء كانوا أم إداريين، لاعبون كانوا أم مدربين وجماهير تشكل نصف القارة التي ولد فيها الهلال.. في هذه الذكرى نشعر بالطمع والعطش لأمجاد أخرى فمشكلة هذا (الهلال) أنه جعلنا ندمن الفرح والانتصارات ومشكلتنا مع (الهلال) أننا لا يملأ أعيننا سوى الفرح.. هذا (الهلال) الذي يكتمل بدراً ويزهو بياضاً هو مسيرة حب وأمكنة فرح وشموخ لا يضاهى.. في ذكرى (التأسيس) رددت قارة بأكملها "من يشبهك يا هلال".. وارتد الصدى في كل زوايا أرضها: "هنا الهلال.. وطن السعادة والحياة" كل عامٍ وأنت أزرق في وريدنا وأبيض في أعيننا، كل عام وأنت المجد والفخر والعز.. كل عام وأنت في المنصة والأعين ترتفع إليك.. كل عامٍ والفخر (الهلال)..