يُعتبر الاستثمار في الإنسان أحد أهم العوامل التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، فهو يتجاوز مجرد توفير التعليم والتدريب إلى بناء القدرات وتعزيز المهارات وتحفيز الإبداع، في هذا المقال، سأتناول أهمية الاستثمار في الإنسان، آثاره على المجتمع والاقتصاد، واختم المقال بتغريدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حول الاستثمار في الإنسان. وتتلخص أهمية الاستثمار في الإنسان فيما يلي: * تحسين مستوى التعليم: يعد التعليم هو الأساس الذي يقوم عليه الاستثمار في الإنسان، حيث يزود التعليم الجيد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة للتنافس في سوق العمل، كما يُعزز التعليم من التفكير النقدي والإبداع، مما يساهم في الابتكار. * تعزيز الإنتاجية: حيث إن الأفراد المدربين جيدًا والذين يمتلكون مهارات محدثة هم أكثر إنتاجية، ويؤدي تحسين المهارات إلى زيادة كفاءة العمل، مما ينعكس إيجابًا على الإنتاجية العامة للاقتصاد. * تخفيض معدلات البطالة: من خلال توفير التدريب والمهارات اللازمة، حيث يصبح الأفراد أكثر قدرة على الحصول على وظائف مناسبة، ويساعد ذلك في تقليل معدلات البطالة ويساهم في الاستقرار الاجتماعي. * تعزيز الصحة والرفاهية: والاستثمار في الإنسان حيث يشمل أيضًا تحسين الرعاية الصحية، ذلك أن الأفراد الأصحاء هم أكثر قدرة على العمل والإنتاج، مما يساهم في النمو الاقتصادي، كما أن تحسين الصحة العامة يقود إلى تقليل التكاليف الصحية على المجتمع. * تحقيق العدالة الاجتماعية: وذلك من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب، حيث يمكن تقليل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، مما يعزز المساواة والعدالة في المجتمع. ويُعد الاستثمار في الإنسان استثمارًا في المستقبل، من خلال التعليم والتدريب والرعاية الصحية، وذلك من أجل بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع التغيرات وتحقيق التنمية المستدامة، ويتطلب الأمر تكاتف الجهود من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لضمان تحقيق الفوائد المرجوة. إن الاستثمار في الإنسان ليس ضرورة اقتصادية فقط، بل هو أيضًا واجب إنساني يسهم في بناء عالم أفضل للجميع، ولعل تغريدة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تركز على أهمية الاستثمار لمواجهة التحديات واستدامة الازدهار.. وتنص التغريدة على ما يلي: (إن الاستثمار في الإنسان وتنمية ثقافته واعتزازه بهويته، هو نهج دائم سنستمر عليه دائماً بإذن الله، ولأننا نسعى لمواجهة التحديات البشرية واستدامة ازدهار المجتمعات، فإننا نطلق مؤسسة الملك سلمان غير الربحية، متطلعين لإحداث أثر دائم للفرد والمجتمع). د. أحمد عبدالقادر المهندس