العمل الجاد والاستقلالية المالية هما أساس نجاح الفرد وتقدمه في الحياة، وإن الاعتماد على المعونات الحكومية لا يمكن أن يكون الحل النهائي لتحقيق الاستقلالية المالية وتحقيق الطموحات الشخصية، ولهذا يجب أن يكون لدى الإنسان الشجاعة والعزيمة للعمل أو لتنفيذ مشروعه الريادي، والمضي قدماً في تطور حياته العملية. فالعمل هو أساس التقدم في الحياة، وهو من أهم مصادر منح الفرد الفرصة للتنمية الشخصية والمهنية وتحقيق النجاح والتطلعات، كما يوفر العمل للأفراد الكثير من الفوائد الجسدية والعقلية والاجتماعية، ويتيح لهم المزيد من الفرص لتعلم مهارات جديدة وتطوير ذواتهم وتحقيق التقدم المهني، بالإضافة إلى ذلك، يساهم العمل في بناء الثقة بالنفس والاندماج الاجتماعي وتعزيز الشعور بالانتماء إلى المجتمع. وعلى الجانب الاقتصادي، فالعمل يسهم في تنمية الاقتصاد وزيادة الإنتاجية الوطنية، ويعزز الاستثمار ويخلق فرص عمل جديدة ويساهم في تحسين مستوى المعيشة للأفراد والمجتمع بشكل عام، فعلى الأفراد القادرين على العمل من مستفيدي المعونات الحكومية يستثمروا قدراتهم ومهاراتهم لتحقيق الاستقلالية المالية والنجاح الشخصي مما ينعكس إيجابياً على جميع مناحي حياتهم بإذن الله. لأن الاعتماد على المعونات الحكومية الاجتماعية ليس مستدامًا وقد يؤدي إلى الاعتماد المستمر على الآخرين وإهمال مسؤولية الفرد تجاه نفسه ومجتمعه، ويجب أن يكون هناك رغبة حقيقية للتحسن والتقدم وعدم الاكتفاء بالمساعدة الاجتماعية المؤقتة. فمن الأمور المهمة في الاستثمار في القدرات هو تحسين المهارات المهنية وتطوير الذات، والاستثمار في العقل والبدن، ويمكن القيام بذلك من خلال الحصول على التعليم والتدريب المناسبين، والاستفادة من الفرص التعليمية والتدريبية المتاحة من قبل المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة، واستثمار الوقت والجهد للتطوير المستمر وتحسين المهارات الذاتية والقيادية من خلال المشاركات التطوعية بهدف تحقيق النجاح والاستقلالية المالية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك رغبة حقيقية للعمل الجاد وتحمل المسؤولية، لبناء الخبرات المهنية من خلال الدخول في سوق العمل، وخوض التجارب، واكتساب المهارات العملية والتعرف على تفاصيل سوق العمل؛ للحصول على فرص وظيفية أكبر تنمو وتتنامى مع تراكم الخبرات المهنية، وبالجد والمثابرة تتحقق الأهداف وتُذلل التحديات والصعوبات التي تواجه مستفيدي المعونات الحكومية، والتحول للإنتاجية ويتحقق بذلك الاستقرار الاقتصادي للأسرة. في النهاية، يجب على كافة الأشخاص القادرين على العمل من مستفيدي المعونات الحكومية أن يكون هناك إرادة حقيقية للاستقلالية المالية والنجاح الشخصي، من خلال استثمار القدرات والمهارات والعمل بجد وتحمل المسؤولية، فالعمل الجاد والتفاني يفتح أبوابًا للفرص ويساهم في تحقيق الاستقرار المالي والنجاح الشخصي الذي ينعكس على رفاهية الأسرة، في ظل طفرة اقتصادية كبيرة تعيشها المملكة العربية السعودية، وتحول اقتصادي استثنائي، يوفر فرصاً في شتى المجالات، بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد حفظهما الله.