لطالما كانت المملكة وطنُ من غادر وطنه، وبحث عن ملاذ آمن يجد فيه أمنه وأمانه ومأمنه وفرحه. هنا، على أرض بلادي، يستشعر المقيمون مع كل يوم جديد، وفي كل لحظة، مدى عظم تواجدهم ووجودهم، حينما منحتهم حكومة المملكة المباركة كافة سُبل الراحة والأمان ورغد العيش. وهنا، حيث البلد الأمين، الآمن، الطيّب المبارك، لم يشعر المقيمون لوهلة بأنهم غرباء، حيث تعاون السعوديين، وكرمهم، ونُبلهم وحفاوتهم، وصدق أفعالهم ونواياهم للأشقاء. وبخلاف المقيمين في البلاد، تستضيف المملكة بشكل دائم ومتواصل، جنسيات متعددة للمشاركة في الأحداث والفعاليات العالمية التي تنظمها، من خلال برنامج جودة الحياة، أحد برامج رؤية المملكة 2030م، رؤية الأحلام والحالمين، والسعوديين كافة. وفي الوقت الذي ينعمُ فيه المواطن بجودة حياة كريمة من خلال الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية، يتمتع أيضا المقيم هو الآخر بها كذلك، الأمر الذي بدوره وعلى أثره باتت المملكة من أكثر بلدان العالم والأفضل على مستوى جودة الحياة. ومن هذا المنطلق، أعلنت وزارة الإعلام إطلاقها مبادرة "تعزيز التواصل مع المقيمين"، وهي إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة من أجل تحقيق مستهدفات رؤية 2030م. وتُسلّط المبادرة الضوء على حياة المقيمين بمختلف جوانبها وأوجه التكامل والانسجام مع المجتمع، كما تتضمن حياتهم المهنية، والعائلية، ونشاطاتهم الاجتماعية والترفيهية، ومساهمتهم في اقتصاد البلاد، في الوقت الذي تلقي فيه الضوء على قصص من نجاحاتهم، ما يعمق ذلك علاقة المواطن بالمقيم، واعتباره جزءًا هاما من النسيج الاجتماعي. وفي المناسبة، استذكر حديث مقيم سوداني قدِم للسعودية منذ أكثر من 20 عامًا للعمل بقوله "لم أشعر بالغربة هنا، وكأني بين أهلي وعشيرتي"، وآخر من الجنسية الهندية عاش منذ طفولته في المملكة، ووصفها بأنها "وطنه" بعد أن تربى على أرضها، وقضى فيها أجمل سنوات حياته ولحظات عمره.