تعتبر الاضطرابات الذهانية من القضايا الصحية النفسية المعقدة التي تؤثر على نسبة تتراوح بين 3% إلى 2،5% من عموم الناس. يُوصفون المصابون بهذه الاضطرابات باختلال في التفكير، والذي يظهر غالبًا على شكل أوهام وهلاوس، حيث ينكر المريض وجود اضطراب. تبدأ الأعراض بتغيرات في الشخصية، وتظهر سلوكيات جديدة تجعل الفرد بعيدًا عن الواقع، مثل التحية لشخص غير موجود. أنواع الاضطرابات الذهانية: تنقسم الاضطرابات الذهانية إلى قسمين: الاضطراب الوظيفي: ويشمل الأمراض العقلية التي لم تُعرف أسبابها، مثل الفصام الذي يتميز بالانسحاب من الواقع واضطرابات التفكير والإدراك والسلوك. ومن هذه الأمراض أيضًا الاضطرابات الوجدانية، مثل الاكتئاب والاضطرابات الجنسية، والتي قد تؤدي في بعض الحالات إلى ارتكاب الجرائم، حيث يجد البعض صعوبة في التحكم في دوافعهم الجنسية. الاضطراب العضوي: يحدث نتيجة تلف في الجسم أو إصابة تؤثر مباشرة على المخ. تشمل الأعراض الإكلينيكية للذهان العضوي تشوشًا في الوعي، واختلاط درجة اليقظة، وهذيانًا حادًا، بالإضافة إلى أعراض اضطراب الذاكرة والعته. السلوك العدواني والجرائم: ترتبط الاضطرابات الذهانية أحيانا بزيادة احتمالية السلوك العدواني، مما قد يؤدي إلى ارتكاب جرائم، بما في ذلك الانتحار. الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل الفصام أو الاضطراب الثنائي القطب قد يكونون عرضة لأفكار وسلوكيات انتحارية. في بعض الحالات، قد يصل الاكتئاب السوداوي بالمصاب إلى ارتكاب جريمة قتل للأشخاص الذين يحبهم بدافع الخوف عليهم. الخدمة الاجتماعية والدعم: يعتبر تقديم الدعم الاجتماعي للأشخاص المصابين بالاضطرابات الذهانية مسؤولية مجتمعية. يجب العمل على دمجهم في المجتمعات الداعمة، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بهذه الاضطرابات. العلاج المبكر والاستمرارية في المتابعة الطبية يعدان من العوامل الأساسية لتحسين الحالة النفسية لهؤلاء الأفراد. تتولى وزارة الصحة بدم ورعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين اهتماما في توفير خدمات الصحة النفسية، حيث تعمل على تطوير برامج علاجية وتعليمية تهدف إلى توعية المجتمع حول الاضطرابات الذهانية ودعم المرضى. تسعى الوزارة إلى تقديم الرعاية الصحية اللازمة وتعزيز التوجهات نحو الدمج الاجتماعي للمرضى، مما يسهم في تقليل وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية. الخاتمة: إن الاضطرابات الذهانية تمثل تحديًا كبيرًا، ولكن من خلال الوعي والدعم الاجتماعي والعلاج المناسب، يمكن تحسين جودة حياة المصابين وتقليل مخاطر السلوكيات العدوانية. * باحثة دراسات عليا في علم الجريمة