من الأمور التي عجبنا لها خلال فترة الابتعاث في بريطانيا هي ضريبة سنوية ندفعها عند اقتناء واستخدام جهاز التلفاز، وتعرف باسم TV License وهي مبلغ تحصل على ريعه هيئة الإذاعة البريطانية BBC من مشاهدي التلفاز هناك. حكى أحد المبتعثين أن الأمر لم يرق له في بداية بعثته، وبات يشاهد التلفاز في منزله دون دفع الضريبة. وما هي إلا أيام ويطرق بابه مفتش من بلدية المدينة، والذي استفسر عن إثبات سداد ضريبة التلفاز. تظاهر المبتعث أنه لم يفهم الأمر بحكم أنه أقام في المنزل منذ فترة بسيطة وأنه من بلد عربي لا يطبق مثل هذه الأمور. فما كان من المفتش إلا أن ناوله أوراقا مكتوبة بالإنجليزية والعربية تشرح موضوع الضريبة وطريقة سدادها، ثم أمهل المبتعث بضعة أيام لتصحيح الوضع النظامي. للأسف تجاهل المبتعث الموضوع وأصر على موقفه. وبعد أسابيع قليلة وصله استدعاء من محكمة المدينة، بتهمة مخالفة النظام والتهرب الضريبي! وقتها اضطر المبتعث إلى دفع ضريبة التلفاز بالإضافة الى غرامة لتجاهله تعليمات المفتش. على ضوء هذه القصة، نتذكر أنه ومهما كان سهلا التحايل على الناس أو النظام لبعض الوقت، فإن مصير الخطأ أن ينكشف في نهاية المطاف. وربما يكون اتباع النظام مكلفا في بادئ الأمر، لكن مخالفته تأتي بكلفة وعواقب أكبر عاجلا أو آجلا. نقطة أخيرة في هذا الموضوع، عرفت مؤخرا أن قيمة ضريبة التلفاز تنخفض إلى النصف في حال استخدام تلفاز غير ملون.