في خطوةٍ لتعزيز ثقافة الإبداع، ناقش المستشار أحمد علي العمودي -مستشار الابتكار وريادة الأعمال- في ملتقى الريادة والابتكار الذي نظمته غرفة أبها مؤخراً، ورقة عمل بعنوان "الابتكار كمحرك للنمو.. استراتيجيات لبناء بيئة عمل محفزة". وسلط العمودي الضوء على أهمية الابتكار كعمليةٍ حيويةٍ في عالم الأعمال، ودوره في تطوير المنتجات والخدمات والعمليات، وصولاً إلى نماذج الأعمال، بهدف تحقيق الريادة والنمو المستدام. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى للملتقى الذي أقيم بشراكة بين جامعة الملك خالد و جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبنك التنمية الاجتماعية والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" وحياة الأعمال، حيث كانت الجلسة تحت عنوان دور ريادة الأعمال في تعزيز الاقتصاد المعرفي. وتناول العمودي العناصر الأساسية التي تُشكّل الابتكار، مُؤكداً على أهمية كلٍ منها في دفع عجلة التقدم، وأنواع الابتكار والتي شملت ابتكار المنتج، وابتكار العملية، وابتكار النموذج التجاري، وابتكار التسويق، والابتكار الاجتماعي، مع أمثلة سعودية و عالمية لكلّ نوع، فضلا عن الحديث عن عوامل تعزيز الابتكار والتي تتمثل في بحث والتطوير، والتعاون، والتنوع، والتكنولوجيا، والتجريب في تعزيز الابتكار. وأوضح العلاقة التكاملية بين بيئة العمل المحفزة والابتكار، مُقدماً عشر استراتيجيات بناء بيئة عمل محفزة للابتكار، تشمل الثقافة التنظيمية من خلال بناء ثقافةٍ تُشجع على المخاطرة وتقبل الفشل كجزءٍ من عملية التعلم، والقيادة الملهمة ودورها في تحفيز الموظفين وتشجيعهم على التفكير الإبداعي، ومرونة هيكل العمل وعملياته والتي تُمكّن الموظفين من التكيف مع التغيرات، والتعاون والشراكات وتعزيز التعاون بين الأفراد والفرق، وبناء شراكاتٍ استراتيجيةٍ تُسهم في الابتكار، إلى جانب استخدام التكنولوجيا لتمكين الموظفين ودعم جهود الابتكار، وتوفير بيئة عملٍ مُريحةٍ ومُلهمةٍ تُشجع على الإبداع، فضلا عن أهمية قياس وتقييم الابتكار من خلال آلياتٍ لقياس مُخرجات الابتكار، والمرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات واستغلال الفرص الجديدة، والاحتفال بالابتكار بهدف تقدير جهود الموظفين وتحفيزهم على المُضي قُدماً. وإضافةً إلى ذلك، أكد العمودي على أن الابتكار هو المحرك الأساسي للنمو في عالم الأعمال، حيث يُؤدي إلى خلق أسواق جديدة وتوسيع الحصة السوقية والوصول إلى فئات جديدة من العملاء، وتلبية احتياجاتهم غير المُلباة، فضلا عن أثر الابتكار في زيادة الإيرادات من خلال طرح منتجات وخدمات جديدة، وتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، والمساعدة في التميز عن المنافسين وبناء ميزة تنافسية مستدامة، وجذب العملاء والاحتفاظ بهم، وتعزيز العلاقة مع العملاء وتقديم تجربةٍ مُتميزةٍ للعملاء، وبناء علاقاتٍ قويةٍ معهم، إلى جانب أن الابتكار يُساعد الشركات على التكيف مع التغيرات في السوق واحتياجات العملاء، وضمان استمرارية أعمالها، ويُؤدي إلى تطوير رحلة العملاء وتلبية احتياجاتهم وتجاوز توقعاتهم، كما يشجع الابتكار على التفكير الإبداعي، ويُحفز الموظفين على المُشاركة وتقديم الأفكار الجديدة، مبينا بأن هذا كله يشير إلى أن الابتكار يعد أداةً حاسمةً لتحقيق النجاح على المدى الطويل. واختتم العمودي حديثه بالتأكيد على أن الابتكار عمليةٌ مستمرةٌ تتطلب التزاماً من الإدارة والموظفين، وأن هناك دائماً فُرصةً للاستكشاف والتعلم والتحسين، مُبيناً بأن الدراسات تُشير إلى أن الشركات التي تُركز على الابتكار تُحقق نموًا في الإيرادات أسرع من الشركات الأُخرى.