هو نهج في إدارة العمل يركز على الأفراد ككائنات بشرية بحقوق واحتياجاتهم، ويعتبر الإنسان ومصلحته المركز الأساسي لهذا النهج، ويهدف إلى خلق بيئة عمل تشجع على التعاون والتطوير الشخصي والاحترام المتبادل، والتركيز على الاهتمام بالموظفين وتلبية احتياجاتهم الشخصية والمهنية، وتشجيع التواصل الفعال والصادق بين القادة والموظفين، وتعزيز ثقة الفريق والمشاركة في عملية صنع القرار. يعتمد النهج الإنساني في الإدارة على تطوير وتعزيز القدرات والمهارات الفردية للموظفين، وتقديم التدريب والتوجيه اللازمين لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم المهنية، ومراعاة التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية، وتوفير بيئة عمل مرنة وداعمة لتحقيق التوازن بينهما. وتعتبر الإدارة بالإنسانية طريقة فعالة لتعزيز رضا الموظفين وإشاعة جو عمل إيجابي، فعندما يشعر الموظفون بأنهم مهمون ومحترمون، يكونون أكثر تفانيًا في عملهم وإظهار أداء متفوق، وتعزز الولاء والانتماء للمؤسسة، وتساهم في تحقيق النجاح المشترك للموظفين والمؤسسة. في الإدارة بالإنسانية يتم التركيز على القيم الأخلاقية والعدالة في معاملة الموظفين، والتعامل مع الأفراد بإنصاف ومساواة، وتعزيز ثقافة التنوع والشمولية، حيث يتم احترام وتقدير التفاوتات الفردية والثقافية، وتشجيع التعاون وبناء العلاقات الإيجابية بين القادة والموظفين وبين الزملاء، ويعتمد النهج الإنساني على الاستماع الفعّال والتواصل الفعّال، وتشجيع التفاعل المشارك لتحقيق أهداف المؤسسة. القادة في الإدارة بالإنسانية يكونون قدوة حسنة للموظفين؛ حيث يظهرون التفهم والتعاطف والصداقة، وتوفير الدعم اللازم للموظفين للتعامل مع التحديات والضغوط العملية، وتشجيعهم على التطوير المستمر وتحقيق إمكاناتهم الشخصية والمهنية، وهي مفتاح لتعزيز رضا العملاء والعلاقات الخارجية، وعندما يكون لديك فريق موظفين سعيد وملهم ينعكس ذلك إيجابيًا على جودة المنتجات والخدمات التي يقدمونها، ويؤدي إلى بناء علاقات قوية ومستدامة مع العملاء والشركاء. وفي سياق الإدارة بالإنسانية يتم التركيز أيضًا على توفير بيئة عمل آمنة وصحية للموظفين، واعتبار سلامة ورفاهية الموظفين أمرًا أساسيًا، وتوفير الظروف المناسبة للعمل والحفاظ على صحتهم الجسدية والعقلية، وتعزيز الابتكار والإبداع في مكان العمل، وتشجيع الموظفين على تقديم أفكار جديدة ومبتكرة، وتوفير الدعم والموارد اللازمة لتحويل هذه الأفكار إلى حقائق قابلة للتطبيق، وتعتبر العدالة والشفافية أحد أسس الإدارة بالإنسانية، حيث يتم التعامل مع الموظفين بمنتهى العدالة والمساواة، وتوفير معلومات شفافة حول القرارات والسياسات المؤسسية. تسعى الإدارة بالإنسانية لتعزيز التوازن بين الأهداف المالية والأهداف الاجتماعية، فهي تولي اهتمامًا بالعوائد المالية والنجاح المالي للمؤسسة، ولكنها أيضًا تضع في الاعتبار تأثيرات قراراتها على المجتمع والبيئة، ويتطلب التفاعل مع الأفراد وتلبية احتياجاتهم المتنوعة والمتغيرة، ويتطلب ذلك التوازن بين المرونة والتكيف مع التغيرات والحفاظ على الاستقرار وتحقيق الأهداف المؤسسية. إدارة الأعمال هي أمر بشري قبل أن تكون مجرد أرقام وقوائم مالية، والإدارة الجيدة تتعامل مع الأرقام، ولكن الإدارة العظيمة تتعامل مع الناس، والقيادة الحقيقية تركز على الإنسانية وتسعى لتنمية وتمكين الموظفين، والقوة الحقيقية للإدارة تكمن في قدرتها على إلهام الآخرين وبناء علاقات ترتكز على الثقة والاحترام، والإدارة الناجحة تعني فهم الأفراد والتعامل معهم كأفراد، وتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم، وإدارة العمل بالإنسانية ليست مجرد واجب أخلاقي، بل هي أيضًا استثمار استراتيجي في نجاح المؤسسة، وتعزز رضا الموظفين وتعطيهم الشعور بالانتماء والإلهام، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق النجاح المستدام للمؤسسة.. يقول (سيمون سينيك): الإدارة بالإنسانية ليست فقط أداة لتحقيق النجاح المادي؛ بل هي أيضًا رحلة لتحقيق النجاح الشخصي والاحترام والسعادة.