بعد فوز فريقه برباعية على الخلود الصاعد حديثاً ل»دوري روشن السعودي» للمحترفين، ظهر مدرب الهلال جورجي خيسوس غاضباً بعد المباراة، على الرغم من فوزه بنتيجة مريحة في مواجهة كانت تعد سهلة على الورق. أظهر خيسوس التبرم من سيناريو المباراة، فبعد تقدم فريقه برباعية نظيفة في ظرف 48 دقيقة استقبلت شباكه هدفين في الربع الأخير من عمر المباراة، وهو سيناريو يرفضه المدرب البرتغالي الصارم، لكن ما أبعاد هذا الاستياء؟ وما دلالاته؟. المؤكد أن المدرب صاحب النجاحات الباهرة زرع وما زال يسعى لزرع ثقافة التفوق المطلق في فريقه، وهي ثقافة سيستفيد منها الهلال لسنوات مقبلة، وأعني بالتفوق المطلق عدم السماح بالتراجع ولو لدقائق معدودة أثناء المباراة ما يعطي المنافس فرصة للعودة، أو لتشويه التفوق «الأزرق». وصل الهلال مع خيسوس لهذه المرحلة المتقدمة جداً على مستوى الطموحات والعقلية التي تدار بها الأمور، وهي مرحلة لم نعتد عليها في الدوري السعودي، وسيكون لها تأثيراتها المستقبلية. في وقت من الأوقات، كان الاتحاد قريباً من الوصول لهذه المرحلة، حين كان يفوز بنتائج كبيرة، لكنه في المقابل كان يعطي الفرق التي تقابله فرصة الوصول لمرماه، في حين يرفض خيسوس التنازل عن أي لحظة من لحظات المواجهة للفريق المنافس، ما يعني أن الفوز وحده لا يكفي، وأن هذه العقلية والذهنية يجب أن تكون هي الحاضرة والسائدة عند لاعبي فريقه. الأمر تجاوز التمتع بثقافة الفوز إلى التمتع بثقافة عدم التراخي للحظة، وعدم منح الآخرين فرصة الوصول للمرمى «الأزرق»، وهي علامة على حالة عامة ستذهب بالهلال بعيداً في السنوات المقبلة حتى بعد رحيل المدرب البرتغالي. لا حاجة للحديث عن أفكار خيسوس ونهجه التدريبي وطريقته التي يتفوق بها على خصومه بكل وضوح، بل الحاجة لمطالبة صانعي القرار في الفرق السعودية بالبحث عن مدربين لا يحبون الفوز وحسب، ولا يكرهون الخسارة وحسب، بل البحث عن مدربين لا يقبلون بأقل من التفوق المطلق الأمر الذي سينقل اللاعب السعودي لمستوى آخر من الجدية والانضباط وتحمل الضغوط وستكون انعكاسات ذلك كبيرة على المنتخب السعودي ونتائجه.