في إطار الجهود الإبداعية المستمرة لتعزيز الهوية الوطنية والترويج للمدن والقرى السعودية، برزت حملة "طيارتنا وين وصلت" كواحدة من أكثر المبادرات ابتكارًا ونجاحًا، هذه الحملة التي أطلقتها الهيئة العامة للترفيه بقيادة معالي المستشار تركي آل الشيخ، لم تقتصر على مجرد نقل طائرات عملاقة من جدة إلى الرياض، بل تحولت إلى حدث ثقافي واجتماعي كبير يعكس بطريقة غير مباشرة التطور الذي تشهده المملكة. قطعت رحلة الطائرات مسافة تزيد على 1000 كيلو متر، مما جعلها واحدة من أطول الرحلات البرية للطائرات في العالم، حيث مرت بعدة مدن وقرى سعودية، وحظيت باستقبال شعبي حافل، مما أضاف للحملة بعدًا اجتماعيًا قويًا انعكس في تفاعل المواطنين والمقيمين، هذا التفاعل الشعبي الكبير أعطى للحملة زخمًا إضافيًا، وجعل منها أكثر من مجرد رحلة، بل فرصة للتعبير عن الانتماء الوطني وتعزيز الهوية السعودية. أحد أبرز المكاسب التي حققتها الحملة هو تسليط الضوء على المدن والقرى الصغيرة التي قد لا تحظى عادة بالاهتمام الإعلامي الكبير؛ فمع مرور الطائرات عبر هذه المناطق، تم إبراز جمال الطبيعة السعودية وتنوعها، وكذلك إمكانيات هذه المدن والقرى. علاوة على ذلك، أبرزت الرحلة تطور البنية التحتية في المملكة بشكل واضح، حيث إن القدرة على نقل طائرات عملاقة عبر مسافات شاسعة بكل سلاسة وأمان يعكس مدى جاهزية الطرق والخدمات اللوجستية في المملكة لاستيعاب مشاريع ضخمة وفعاليات مماثلة تؤكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها التنموية الشاملة. لم تقتصر حملة "طيارتنا وين وصلت" على الجانب الترويجي لموسم الرياض فحسب، بل تم تعزيز التفاعل الشعبي معها من خلال إطلاق مسابقة أجمل صورة، والتي رُصد لها عشر سيارات كجوائز للفائزين، وأضافت بُعدًا تنافسيًا وإبداعيًا للحملة، حيث شارك المئات من المصورين الهواة والمحترفين في التقاط أجمل اللحظات واللقطات للطائرات خلال رحلتها، وقد أسهمت هذه المسابقة الرائعة في نشر الحملة بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلت الجميع يتفاعل مع الحدث بطرق إبداعية ومبتكرة، مما أضاف للحملة زخمًا إعلاميًا كبيرًا. ومن خلال هذه المسابقة، تم إبراز مواهب التصوير والإبداع لدى السعوديين والمقيمين على حد سواء، مما يعزز من روح الابتكار ويشجع على المشاركة الفعالة في مثل هذه الأحداث الوطنية، ولا شك أن ربط المسابقة بجوائز كبيرة ساعد في زيادة التفاعل الشعبي وأدى إلى انتشار أوسع للحملة، مما يعزز من قيمتها التسويقية والإعلامية. إضافة إلى ذلك، شكلت الحملة والمسابقة معًا درسًا في كيفية استغلال الموارد غير التقليدية، مثل الطائرات القديمة، وتحويلها إلى أدوات تسويقية تساهم في الترويج للمدن والمناطق السعودية، هذه الطريقة المبتكرة في التسويق تعد من أفضل الأمثلة على كيفية تحويل التحديات إلى فرص، وهو ما يتماشى تمامًا مع رؤية المملكة 2030. حملة "طيارتنا وين وصلت" ليست مجرد حدث ترفيهي أو تسويقي، بل هي رسالة رائعة عززت روح الابتكار والتفاعل الشعبي، وساهمت في تعزيز الهوية الوطنية، والترويج للسياحة، وإبراز مدى التطور الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات. "الإبداع هو القدرة على رؤية ما هو مألوف بطريقة غير مألوفة، وتحويل المستحيل إلى ممكن".