في السنوات الأخيرة شهدت طريقة استهلاك المجتمعات للمحتوى الإعلامي تحولًا كبيرًا، من حيث طبيعة المحتوى الرقمي الذي ينجذب الجمهور له مثل الفيديوهات تحت الطلب والمحتوى التفاعلي والمحتوى العفوي مع اتجاهات مثل مقاطع الفيديو القصيرة. تركز العلامات التجارية وصناع المحتوى على مقاطع فيديو موجزة وجذابة بصريًا لجذب الانتباه. ويتوافق هذا الاتجاه أيضًا مع التخصيص المتزايد للمحتوى؛ تعطي الخوارزميات الأولوية لمقاطع الفيديو القصيرة بناءً على سلوك المستخدم، مما يوفر محتوى أكثر صلة للمشاهدين ويساهم في وصول المحتوى المناسب للجمهور المستهدف. استفادت منصات مثل تيك توك وإنستغرام ريل من تفضيل الجمهور المتزايد للمحتوى محدود المدة والذي يمكن استيعابه في زمن وجيز، أثبتت مقاطع الفيديو القصيرة التي تتراوح مدتها عادةً من 15 إلى 60 ثانية نتائج إيجابية. ووفقًا لتقرير هوت سبوت لعام 2023 فإن 90 % من المسوقين يستخدمون فيديوهات قصيرة نظراً لارتفاع معدلات المشاركة، وهو ما يتطلب دمج المحتوى القصير في استراتيجيات التواصل لمختلف الجهات للوصول لجمهور أوسع ومشاركته للمحتوى. تتمتع مقاطع الفيديو القصيرة بإمكانات الوصول الفيروسي السريع، حيث يشجع إنتاجها على المشاركة السريعة وتوجيه الرأي العام. على سبيل المثال حصل تحدي (#FlipTheSwitch) على منصة التيك توك على ملايين المشاهدات في غضون أسابيع، مما يجسد كيف يمكن للمقاطع القصيرة أن تنتشر بسرعة في مختلف أنحاء العالم مع استمرار ارتفاع استخدام الهاتف المحمول، وهو ما يمثل 59.5 % من إجمالي المحتوى على الإنترنت في عام 2023. وفي المقابل اكتسبت حملة (Quiet Luxury) على التيك توك في عام 2023 اهتماما عاليا، حيث شارك المستخدمون مقاطع فيديو قصيرة تعرض أزياء فاخرة بسيطة تؤكد على الجودة بدلاً من العلامات التجارية الشهيرة، ساهم صناع المحتوى في إنتاج مقاطع فيديو قصيرة تشرح كيفية تحقيق مظهر الفخامة الهادئة، ومقارنتها مع المزيد من العروض التي تعتمد على الشعار. الخلاصة: تغير اهتمامات الجماهير المستهدفة في تفضيلاتهم للمحتوى يجب أن يقابله تحول في طريقة المحتوى الذي يستهدفهم، وخارطة الطريق الفيديوهات القصيرة لإيصال الرسالة الإعلامية لهم وتوجيه الرأي العام لا سيما في المحتوى التوعوي.