ميقاتي: مستعدون لإرسال الجيش لجنوب الليطاني قاسم: جاهزون لمواجهة التدخل البري قالت إسرائيل إنها قصفت أهدافا تابعة لجماعة الحوثي اليمنية الأحد، لتوسع بذلك نطاق مواجهتها مع حلفاء إيران في المنطقة بعد قتلها الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله يوم الجمعة في صراع متصاعد في لبنان. وأضافت إسرائيل أن الضربات الجوية على ميناء الحديدة اليمني جاءت ردا على الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون على إسرائيل في الأيام القليلة الماضية، وسط مخاوف من خروج القتال في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة وانجرار إيرانوالولاياتالمتحدة إليه. وقالت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي إن أربعة على الأقل قتلوا وأصيب 29 آخرون. وجاءت الضربات على اليمن في الوقت الذي وجهت فيه إسرائيل مزيدا من الضربات لأهداف في لبنان، حيث أدى قصفها المكثف على مدى أسبوعين إلى مقتل عدد من كبار قادة حزب الله ونزوح مئات الآلاف من السكان. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الضربات الإسرائيلية الأحد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 105 أشخاص، من بينهم 45 في عين الدلب في الجنوب و33 في بعلبك الهرمل في الشمال الشرقي. وأضافت أن 14 مسعفا قتلوا في الضربات الجوية على مدى اليومين الماضيين. وتعهدت إسرائيل بمواصلة الهجوم. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسلي هاليفي "لقد فقد حزب الله رأسه، وينبغي لنا مواصلة ضربه بقوة". وهزت انفجارات ضخمة بيروت بسبب الغارات الجوية، فيما سُمع أزيز الطائرات المسيرة الإسرائيلية وهي تحلق فوق العاصمة اللبنانية خلال الليل وأوقات كثيرة. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه ينبغي تجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط مضيفا أنه سيتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكنه لم يحدد موعدا. وفي مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي)، قال مارك كيلي رئيس لجنة الشؤون الجوية الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ إن القنبلة التي استخدمتها إسرائيل في قتل نصر الله كانت قنبلة موجهة أميركية الصنع تزن 900 كيلوغرام. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن إسرائيل لن يكون بوسعها إعادة سكانها بأمان إلى منازلهم في مناطقها الشمالية من خلال شن حرب شاملة مع حزب الله أو إيران. وأضاف كيربي "نعتقد أن المسار الدبلوماسي هو الصحيح". وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني قُتلوا وأُصيب ستة آلاف على مدى الأسبوعين المنصرمين، دون أن تحدد عدد المدنيين من بينهم. وقالت الحكومة إن نحو مليون، بما يعادل خُمس السكان، فروا من منازلهم. وفي بيروت، قضت أُسر نازحة الليل على مقاعد في منطقة خليج زيتونة التي تضم عددا من المطاعم والمقاهي الراقية التي تطل على البحر في العاصمة بيروت. وشنت إسرائيل في وقت مبكر الاثنين غارة داخل بيروت للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، مستهدفة بطائرة مسيرة مبنى سكنيا في قلب العاصمة اللبنانية، ما أدى وفق مصدر أمني إلى مقتل أربعة أشخاص. ونقلت إسرائيل ثقلها العسكري في الأيام الأخيرة من غزة إلى لبنان الذي شهد هجمات إسرائيلية يومية على أهداف لحزب الله خصوصا، شملت اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله. واستهدف الهجوم الاسرائيلي الاثنين شقة في منطقة الكولا تعود لعضوين في الجماعية الإسلامية في لبنان، وفق المصدر الأمني. من جهتها أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاثنين مقتل ثلاثة من أعضائها في الغارة الإسرائيلية على بيروت. وأظهرت لقطات فيديو عرضتها قنوات تلفزيونية شقة مهدمة جزئيا في منطقة الكولا ذات الغالبية السنية قرب الطريق الذي يربط العاصمة بمطار بيروت. وعلى جبهة أخرى، قصفت إسرائيل ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة بغرب اليمن، غداة إعلان الحوثيين استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ بالستي. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد الضربات من أنه "ليس هناك مكان بعيد" بالنسبة لإسرائيل. وأوقعت الغارات الإسرائيلية أربعة قتلى و33 مصابا في اليمن، في حصيلة أولية. من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي أن عملية الجمعة التي قتل فيها نصرالله أدت أيضا إلى مقتل "أكثر من 20 إرهابيا آخرين من مختلف الرتب كانوا موجودين في المقر العام في بيروت تحت مبان مدنية، وكانوا يديرون عمليات حزب الله الإرهابية ضد دولة إسرائيل". ومن العناصر الذين ذكر الجيش الإسرائيلي أسماءهم إبراهيم حسين جزيني وسمير توفيق ديب وعبد الأمير محمد سبليني وعلي نايف أيوب. وقالت إسرائيل أيضا إن الشيخ نبيل قاووق، مسؤول وحدة الأمن الوقائي في حزب الله، قُتل في غارة جوية السبت. ولم يعلن حزب الله رسميا حتى الآن عن مقتله، لكن مصدرا مقربا من الحزب أفاد أن قاووق قُتل. وقالت إسرائيل إنها هاجمت 120 هدفا في معاقل الحزب الأحد، شملت وفقا لها مواقع إطلاق صواريخ ومنشآت عسكرية ومستودعات أسلحة. كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة شنت غارات على عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة البقاع اللبنانية قبيل فجر الاثنين. لكن رغم الضربات المتواصلة التي تشنها إسرائيل، أعلن حزب الله عمليات إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، بما في ذلك مدينة صفد. وأفاد الجيش الإسرائيلي أن حوالي 8 مقذوفات سقطت في مناطق مفتوحة قرب طبريا. إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بدا أنه يلمح الاثنين إلى عملية برية محتملة ضد جماعة حزب الله في لبنان. ونقلت عدة وسائل إعلام عن جالانت قوله لقوات من سلاح المدرعات بالقرب من الحدود اللبنانية "القضاء على نصر الله خطوة مهمة لكنها ليست النهاية. لإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، سنقوم بتفعيل كل قدراتنا، بما في ذلك أنتم". كما أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين "القضاء" على زعيم حركة حماس الفلسطينية في لبنان. وقال بيان إن "سلاح الجو ضرب وقضى على الإرهابي فتح شريف زعيم حركة حماس في لبنان" موضحا أنه "كان مسؤولا عن تنسيق أنشطة حماس الإرهابية في لبنان مع عناصر حزب الله". وكان مسؤولا أيضا عن "جهود حماس في لبنان لتجنيد عناصر والحصول على أسلحة" على ما أضاف الجيش. وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الإثنين استعداد مقاتلي الحزب لمواجهة اسرائيل إذا توغلت برا في لبنان مؤكدا أن حزبه سيختار أمينا عاما "في أقرب فرصة" بعد اغتيال قائده حسن نصرالله بغارة اسرائيلية الجمعة. وفي أول تعليق لحزب الله منذ مقتل نصرالله، قال قاسم في كلمة مسجلة "رغم الاعتداءات والتضحيات الكبيرة.. ستواصل المقاومة الاسلامية مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزةوفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه وردا على الاغتيالات وقتل المدنيين". وأضاف "نعلم أن المعركة قد تكون طويلة والخيارات مفتوحة تماما" مؤكدا الاستعداد لمواجهة "أي احتمال". وقال "مستعدون اذا قرر الاسرائيلي ان يدخل بريا، فقوات المقاومة جاهزة للالتحام البري". وقال قاسم "سنختار أمينا عاما للحزب في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة للاختيار في الحزب" مضيفا "كونوا مطمئنين لأن الخيارات ستكون سهلة ولأنها واضحة ولأننا على قلب واحد". ولم يحدد قاسم، الذي يتولى عمليا مهام نصرالله حاليا بوصفه نائبه، موعد انتخاب أمين عام جديد للحزب أو يكشف أي تفاصيل عن تشييع نصرالله. ويعود لمجلس الشورى، الهيئة التنظيمية العليا في الحزب والمؤلفة من سبعة أعضاء، انتخاب الأمين العام للحزب. بدوره أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الاثنين استعداد بلاده لتطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني. وقال ميقاتي ، في تصريحات صحفية بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ، إن "بري أكد أنه فور وقف إطلاق النار سيدعو إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية". وأضاف :"أكدنا على موقفنا بتطبيق النداء الذي صدر عن الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية والقاضي بوقف إطلاق النار وبداية البحث بتطبيق القرار 1701 ونحن نقبل بكل ما ورد بالبيان وهذا موقف لبنان الرسمي". جهود للبحث عن ناجين تحت الانقاض (ا ف ب) 105 قتلى ضحايا الضربات الإسرائيلية (رويترز) دمار خلفته غارات الاحتلال على لبنان (رويترز)