وهج الفكر والمعرفة يضيء سماء معرض الرياض الدولي للكتاب، إذ تزداد دور النشر بريقًا عامًا بعد عام، ففي ثلاث سنوات فقط، أصبحت أروقة المعرض مسرحًا لتحول غير مسبوق؛ فقد ارتفع عدد دور النشر المشاركة من 1200 دار عام 2022 إلى أكثر من 2000 دار في نسخة هذا العام 2024، لتتحول الرياض إلى نقطة جذب ثقافية تجمع نخبة من الناشرين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، في مشهد يعكس شغفًا عميقًا بالكتاب وتقديرًا أصيلًا للمعرفة. وتميز المعرض خلال السنوات الثلاث الماضية بنموٍّ ملحوظ في عدد دور النشر المشاركة، مما يعكس الحراك الثقافي المتزايد في الرياض ودورها الريادي في تعزيز المشهد الأدبي والمعرفي. وتمكن المعرض من استقطاب عدد متزايد من دور النشر المحلية والدولية، إلى جانب قدرته الفائقة على التأقلم مع التغيرات السريعة في سوق النشر العالمي، مما جعله منصة محورية للقاء الثقافات وتبادل الأفكار. ففي عام 2022، افتتح معرض الرياض الدولي للكتاب أبوابه بمشاركة 1200 دار نشر من 32 دولة، وهو رقم يعكس حجم الاهتمام الدولي الكبير بالمعرض. استضاف نخبة من الكتاب والمثقفين العالميين، مما أسهم في توسيع الآفاق الفكرية لزواره. ولاقت دور النشر إقبالًا لافتًا من الزوار والقراء، وتضمن المعرض برامج متنوعة وورش عمل مبتكرة استهدفت جميع الفئات العمرية. وتميز ذلك العام بتنوع المشاركات والنشاطات الثقافية، حيث جذب المعرض أنظار المؤلفين والأدباء من مختلف أنحاء العالم. كما قدم دعمًا كبيرًا لدور النشر السعودية، التي وجدت في المعرض فرصة لتعزيز حضورها في الساحة الدولية وتبادل التجارب مع نظرائها من الدول الأخرى. أما في عام 2023، فقد خطا المعرض خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانته بوصفه منصة عالمية رائدة في مجال النشر، إذ بلغ عدد دور النشر المشاركة أكثر من 1800 دار من 32 دولة موزعة على 800 جناح عرض، بزيادة ملحوظة عن العام السابق. واستضاف المعرض، الذي أُقيم في جامعة الملك سعود تحت شعار "وجهة ملهمة"، مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفعاليات الأدبية التي استهدفت جمهورًا واسعًا من القراء والمثقفين. واتصف ذلك العام بزيادة عدد الفعاليات التي جمعت بين الكتّاب والمثقفين من جميع أنحاء العالم، وساعد هذا التوسع في تقديم الفرصة لدور النشر العالمية لعرض إصداراتها وتوسيع نطاق جمهورها في المنطقة العربية. وحققت دور النشر السعودية انتعاشًا أكبر، بفضل التشجيع المستمر من هيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز مشاركتها وتطوير محتواها. اليوم في عام 2024، ازداد عدد دور النشر المشاركة إلى أكثر من 2000 دار من 30 دولة، مما يمثل قفزة نوعية في حجم المشاركة الدولية. هذا النمو المتواصل يعكس الثقة المتزايدة بالرياض وجهة رئيسة لمحبي القراءة والنشر. يسعى المعرض في دورته لهذا العام، التي تُقام بجامعة الملك سعود، إلى تعزيز هذا التوجه عبر زيادة تنوع المحتوى وإتاحة الفرص لدور النشر لعرض أحدث إصداراتها. ما تنفرد به هذه الدورة هو الحضور المكثف لدور النشر الرقمية والتقنيات الحديثة في مجال الطباعة والنشر، مما يواكب التحولات السريعة في صناعة الكتاب. كما يوفر المعرض مساحة أكبر لدور النشر السعودية لتوسيع نطاقها والتفاعل مع نظرائها الدوليين، مما أسهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي. وعلى مدار ثلاث سنوات، تمكن معرض الرياض الدولي للكتاب من تحقيق قفزات نوعية في عدد المشاركين من دور النشر، مما يعزز دوره بصفته إحدى أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة. فالانتقال من 1200 دار نشر في 2022 إلى ما يزيد على 2000 دار في 2024 يعكس حجم التطور الذي يشهده المعرض من حيث عدد المشاركين، وتنوع المحتويات، وتوسع الاهتمام الدولي من خلال تبني استراتيجيات جديدة لدمج التقنيات الحديثة، ودعم النشر الرقمي، وإقامة فعاليات ثقافية متنوعة. وهذا التوسع لم يكن مجرد أرقام، بل هو دليل على تنامي الثقة بالمعرض منصة رائدة للفكر والإبداع، وتأكيدٌ على الدور المتصاعد للرياض في تعزيز الحوار الثقافي العالمي، حيث تتلاقى أصوات الكتاب، وتتشابك الأفكار في أروقة مليئة بالمعرفة.