"لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جدًا، خاصة في جيل الشباب، طاقة قوية شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية جدًا، ويبقى فقط العمل. وطموحنا سوف يبتلع هذه المشاكل، سواء بطالة أو إسكاناً أو غيرهما من المشاكل". بهذه الكلمات التي تُوزن بمداد من الذهب، أكد من خلالها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، أن المملكة وبفضل من الله ثم بسواعد أبنائها الشباب الذين ساهموا بشكل مباشر وقوي وسريع في نهضة وطنهم وتنميته. وقال سموه في كلمة بمركز الملك سلمان للشباب: "لا شك أن العالم كله الآن يعيش عصرًا مختلفًا وزمنًا جديدًا أسلحته كثيرة ومتنوعة، ولكن العصب الأساسي لكل هذا التنوع هو العلم والمعرفة، ولأن الشباب هم قاعدة كل البلدان، وهم حملة شعلتها والأيدي التي تبني حاضرها وقادة مستقبلها، فلذلك كان التركيز عليهم هو الأساس في أي حراك تنموي وخطط طموحة لنهضة الدول وعزها ورفعتها، وفي المملكة كان وما يزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على اتصال مباشر مع كل ما يخص الشباب". وأضاف أن مركز الملك سلمان للشباب أتى على هذه الأساسات والمعطيات جميعًا، ليستمر منارة للمفهوم الجديد نحو صناعة جيل جديد من الشباب، يدعمهم لوجستيًا، ويذلل كل المصاعب التي تعترض طريقهم وفق منهجية تحيط بأفضل وآخر الطرق التي توصلت لها العلوم المختصة في هذا المجال، فيعمل المركز على تأسيس روح المبادرة وصناعة الفرص والجرأة على خوض التجارب وفق أساليب علمية محكمة وبرامج يوفرها المركز لمختلف المجالات التي تهم الشباب. وأكد الأمير محمد بن سلمان في خطابه الملكي في مجلس الشورى، أن السعودية حققت منجزات جوهرية كثيرة في هذه الرحلة العظيمة، حسب حديثه لافتاً إلى أن ضمن هذه النماذج نموذج الأنشطة غير النفطية في المملكة، إذ سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ب(50 %) في العام الماضي، ما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي. وأضاف: نلتقيكم اليوم وقد قطعنا أجزاءً من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات. وأوضح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن نسبة تملك المساكن للمواطنين ارتفعت من (47 %) عام 2016م إلى ما يزيد على (63 %)، وأشار في إطار إنجازات السياحة مثلاً إلى أن مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، إذ حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م، مستهدف (مئة مليون) سائح في 2030م، في حين تجاوزت هذا المستهدف والوصول إلى (مئة وتسعة ملايين) سائح عام 2023م. وأشار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أننا نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ وحريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع حسب كلمته في الخطاب الملكي. وقال الأمير محمد بن سلمان: إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع. وأبان الأمير محمد بن سلمان أن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، ما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م. وفي الختام أكد الأمير محمد أننا "لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، قادرون على أن نصنعه -بعون الله- بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها". تسعى المملكة لتحقيق رؤية 2030، وهي خطة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص، وزيادة إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، لتنمية مستدامة وخلق مدن جديدة ذات مواقع استراتيجية وإطلالات بحرية رائعة، مثل مشروع نيوموالبحر الأحمر. هذه المشاريع تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي، وخلق فرص عمل جديدة، وتنويع السكان والثقافات، مما يؤثر إيجابياً على المجتمع السعودي. مشروع نيوم، الذي تقدر تكلفته بحوالي 500 مليار دولار، يقع على البحر الأحمر ويغطي مساحة تقدر ب 26,500 كيلومتر مربع، ويهدف ليكون مركزاً للابتكار والتكنولوجيا ويوفر بيئة مستدامة ومتقدمة تكنولوجياً. وسعت المملكة بقيادة ولي العهد، إلى تعزيز الهوية الوطنية بزخم غير مسبوق، في ضوء برامج تعزيز الثقافة والتراث وتمكين "وزارة الثقافة"، فضلاً عن البرامج والمشروعات الاقتصادية ذات البعد الذي يعزّز الهوية التاريخية، على غرار منطقتي العلا شمالي البلاد، والدرعية العاصمة الأولى للدولة السعودية. وقادت المملكة زمام مبادرة عالمية في الوقت الذي يواجه الكوكب فيه خطر الاحتباس الحراري والتصحّر وتقلبات المناخ، كونها منتجاً للنفط ولاعباً رئيساً في سوق الطاقة، وأطلقت وعداً ب"قيادة الحقبة الخضراء القادمة داخل السعودية وخارجها". وأعلن ولي العهد السعودي في أكتوبر 2021، إطلاق مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر". واستضافت المملكة مقر الأمانة العامة للمبادرة، وتنظّم القمة المرافقة التي تأتي وفقاً لبيان إطلاقها "لرسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها، في بادرة تقدمها السعودية لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة والإنسان والحيوان، ومواجهة تحديات التغير المناخي"، حيث أعلن حينها الأمير محمد بن سلمان عن مساهمة بلاده بمبلغ 2.5 مليار دولار لدعم مشروعات مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" على مدى السنوات ال10 المقبلة. وتعكس الخطوات الجادّة في السنوات الأخيرة لمنظومة القضاء، تطوّر البيئة التشريعية ومنظومة التشريعات المتخصصة، من خلال استحداث وإصلاح الأنظمة. حيث أعلن ولي العهد في فبراير عام 2021، إعداد مشروعات ل4 أنظمة: "مشروع نظام الأحوال الشخصية، ومشروع نظام المعاملات المدنية، ومشروع النظام الجزائي للعقوبات التعزيرية، ومشروع نظام الإثبات"، في موجة إصلاحات عدليّة غير مسبوقة، اعتبر ولي العهد أنها سوف تُسهم في إمكانية التنبؤ بالأحكام، ورفع مستوى النزاهة وكفاءة أداء الأجهزة العدلية، وزيادة موثوقية الإجراءات وآليات الرقابة، كونها ركيزة أساسية لتحقيق مبادئ العدالة، معلّلاً بأن غياب هذه التشريعات أدّى إلى تباينٍ في الأحكام وعدم وضوح في القواعد الحاكمة للوقائع والممارسات، وقد كان ذلك مؤلماً للعديد من الأفراد والأسر، لا سيما للمرأة، ومكّن البعض من التنصل من مسؤولياته، الأمر الذي لن يتكرر في حال إقرار هذه الأنظمة وفق الإجراءات النظامية. ويجد كثير من القطاعات الحكومية والخدمات في المملكة، نفسه في قلب ورشة عمل تطوير وتحديث تدور عجلتها كل يوم، ومن ذلك قطاعات العمل والزراعة والرياضة وغيرها، في إشارة إلى الطموح العالي لتغيير حال البلاد على كافة المستويات، منذ تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولاية العهد ثم رئاسة مجلس الوزراء، ليقود خطط التنمية التي أكّد أن عدداً من أهدافها ضمن "رؤية 2030". الرياض الخضراء مترو الرياض والبنية التحتية مبادرة المملكة العالمية للاحتباس الحراري