في كل يوم تحقق المملكة العربية السعودية إنجازات عملية جديدة في المشاريع العملاقة التي تبنتها وشارك في تصاميمها مهندسون ومعماريون عالميون لتكون تلك المشروعات العملاقة أيقونات عالمية بإذن الله، وهذه المشروعات هي: نيوم، بوابة الدرعية، القدية، مشروع البحر الأحمر، السعودية الخضراء، وليست هذه المشروعات هي التي تنفذ بل هي تعد الأبرز، ولم تعد تلك المشروعات في السعودية مجرد أحلام ووعود، بل أصبحت حقائق على أرض الواقع وأحلاما تتحقق يوما بعد يوم. ومن خلال هذه المشروعات وغيرها أعادت المملكة تموضعها على الخريطة العالمية باقتدار بفضل الله ثم بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - حفظهما الله -، فمنذ أن تولى الملك سلمان مقاليد الحكم واختيار سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، بدأ يلوح في الأفق عهد جديد من التطور والانفتاح المتوازن على العالم واستغلال مقومات المملكة الغنية والمتنوعة لتحقيق رؤية المستقبل، رؤية المملكة 2030 كما تم تعزيز الشراكات مع العالم في كل مايخدم المشاريع العملاقة التي ستجعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول الأكثر تطوراً عالميا، وتغري القطاعات الاقتصادية العالمية لشراكات استراتيجية مع المملكة، ما يسهم في جذب الاستثمار للسوق السعودي، وإبرام الاتفاقيات الاستراتيجية في المجالات المهمة مثل: الطاقة، الخدمات والصناعة، وليكون الشباب السعودي ركيزة أساسية في تحقيق رؤية المملكة 2030 ولتحقيق تطلعات ورؤية الطموحات والأهداف الاقتصادية على المدى البعيد بالتوسع في الاستثمار، وتقليل الاعتماد على النفط. نيوم المستقبل يعد مشروع "نيوم" في المملكة العربية السعودية أهم مشروع عالمي صناعيا واقتصاديا واستثماريا وتكنولوجيا في القرن الواحد والعشرين. وسيركز مشروع "نيوم" على 9 قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، وذلك بهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي. ويقع مشروع نيوم شمالي غربي المملكة في محافظة تبوك، وقد خصص له أراض شاسعة بمساحة إجمالية تقدر ب 26500 كيلو متر مربع، وتشغل مساحة كبيرة منه على ساحل البحر الأحمر بطبيعة خلابة، بين جبال ووديان وسهولة وشواطئ؛ وشعب وجزر. ويتميز موقع نيوم بالربط بين القارات الثلاث آسيا أوروبا إفريقيا، حيث تمر عبره 10 % من حركة التجارة العالمية. وما يميز مشروع "نيوم" أنه أحد أهداف رؤية 2030 لتحقيق التطلعات المستقبلية والطموحة؛ لتصبح المملكة العربية السعودية نموذجاً عالمياً في مختلف جوانب الحياة. تكلفة المشروع وخصصت لهذا المشروع مؤسسة مستقلة تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، وخصصت للمشروع ميزانية ضخمة تقدر ب 500 مليار دولار، علاوة على استثمارات محلية وأجنبية ضخمة. ويعد هذا المشروع الحيوي وليد الرؤية الطموحة الجريئة "رؤية السعودية 2030" التي ترمي إلى النهوض بالاقتصاد السعودي وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل في المملكة العربية السعودية. وتأتي تسمية نيوم من شقّين: الأول "نيو" ويعني "جديد" باللغة اليونانية القديمة، والثانية حرف ال"م" وهو الحرف الأول من كلمة "مستقبل" باللغة العربية، أي أن الكلمة "نيوم" تعني المستقبل الجديد. ومشروع نيوم كما وصفه ولي العهد بأنه مشروع للحالمين ومشروع تحد كبير لإنجاز شيء عظيم في وقت قصير. وعن الفرق بين مدينة نيوم والمدن الأخرى قال ولي العهد: أن الفرق بينهم كمثل الفرق بين الجوالات القديمة والحديثة. بوابة الدرعية تعد بوابة الدرعية مشروعا تطويريا، ووجهة تاريخية وثقافية ونمط حياة راقيا، بتكلفة بلغت قيمته 64 مليار ريال سعودي، وتبلغ مساحته 7 كيلومترات مربعة، وتعد الدرعية أيضاً القلب التاريخي والثقافي للمملكة، حيث تعرض بفخر أكثر من 300 عام من التاريخ. وبصدد إنشاء معلمٍ عالمي جديد بأسلوب معماري نجدي لعرض الطراز السعودي الأصيل، وتحويل مدينة الدرعية التاريخية إلى وجهة سياحية عالمية، بجذورها الرئيسة في تاريخها وثقافتها وتراثها. والهدف هو تنفيذ تطوير حضري مستدام ومتعدد الاستخدامات مستوحى من مبادئ كل من العمران الجديد والعمارة النجدية التاريخية، لتصبح الدرعية موطناً لأكثر من عشرين مكان ضيافة فاخر للغاية، ولتقدم تجارب حقيقية تعكس تاريخ وثقافة المملكة الغنيين. وستشمل الوجهة متاحف ومعارض ومطاعم ومحلات البيع وساحات عامة وفنادق وفضاءات ترفيهية متعددة وفضاءات سكنية ومؤسسات تعليمية ومكاتب. مشروع القدية تمثل القدية جزءا مهما من التغيرات التي تحدث حاليًا في المملكة. حيث إنها تشكل محفزا للتحول الوطني، وتساهم في إثراء حياة المواطنين، بينما تحفز الابتكار في قطاعات الإبداع، والضيافة، والترفيه. وكشفت شركة القدية للاستثمار، عن المشروعات التي تنفذ في المرحلة الأولى من القدية البالغة أكثر من 45 مشروعاً وأكثر من 300 نشاط عبر قطاعات الإبداع والضيافة والترفيه والرياضة، وعن تكليف 20 شركة للهندسة المعمارية بتصميم 12 معلما من المعالم الرئيسة للواجهة وبعض المعالم المهمة الأخرى، إضافة إلى فريق يضم أكثر من 500 محترف من 30 جنسية بالتعاون مع شركة «بيارك إنجلز جروب» الدنماركية، التي تقوم حاليًا ببناء مشاريع من جميع الأحجام، من الأبراج المرتفعة إلى المرافق الإبداعية ومرافق الثقافة والرياضة. ويقع مشروع القدية على بعد 45 كم من مدينة الرياض، حيث سيتم تطويره على مساحة 334 كيلومتراً مربعاً بمساحة تطويرية تشكل 30 % من المساحة الإجمالية، لتبقى المساحة المتبقية من أرض المشروع للمعالم الطبيعية. وستخلق القدية فرصاً اقتصادية، وسيوفر المشروع الآلاف من الوظائف الجديدة التي من شأنها أن تحفز تطوير قطاعات جديدة للمساهمة في تعزيز اقتصاد متنوع والجمع بين نمط حياة نشطة وصحية. مشروع البحر الأحمر يعد مشروع البحر الأحمر، أحد أكثر المشاريع السياحة المتجددة طموحاً في العالم؛ ووجهة فاخرة يجري تطويرها حول أحد كنوز الطبيعة الخفية في العالم. ويستحدث المشروع معايير جديدة للتنمية المستدامة، ليكون رائداً في قطاع السياحة الفاخرة وعلاقتها بالبيئة الطبيعية، ليضع المملكة العربية السعودية على خارطة السياحة العالمية. كما سيشجع المشروع زواره على استكشاف كنوز البحر الأحمر والتعرف عن قرب على التراث الثقافي والحضاري الغني لهذه المنطقة المميزة على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية. وتطوير مشروع البحر الأحمر يعد وجهة سياحية رائدة على الساحل الغربي، وأحد المشاريع العملاقة لرؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في عام 2017. السعودية الخضراء تسعى المملكة جاهدة وبخطى متسارعة حثيثة نحو الإسهام في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، وحماية البيئة وتنمية وتعزيز الوعي البيئي، من أجل الإسهام في الجهود المبذولة لمكافحة التصحر، وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي، ورفع مستوى الوعي المجتمعي والمؤسسي حول أهمية الثروة الطبيعية النباتية، وضرورة المحافظة عليها بما يعود بالفائدة على الإنسان وبيئته التي يحيا على أديمها ويعيش في كنفها، وذلك سعيًا لتحقيق رؤية المملكة 2030، ومستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، اغتنامًا للدور الريادي للمملكة في معالجة القضايا البيئية، وأسباب التغير المناخي، ودعم جهود المجتمع الدولي في مواجهة التحديات الرئيسة ذات العلاقة بالبيئة، كما أن ذلك مرتبط بالمبادرتين اللتين أعلن عنهما صاحب السمو الملكي ولي العهد - يحفظه الله - وهما: مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وذلك من منطلق حرصه واهتمامه البالغ بالجانب البيئي، ومكافحة التصحر، والحفاظ على الكائنات الحية والنباتية والبيئية، ودعم الجهود الدولية الرامية لمكافحة ظاهرة التغير المناخي. وهذه الجهود من قبل سموه الكريم ترسم توجه المملكة في حماية الأرض والبيئة، ووضعها في خارطة طريق ذات مسارات واضحة ومعالم بارزة وسماتٍ طموحة، تسهم بشكل فاعل وقوي في تحقيق المبادرات والمستهدفات العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، وبما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، ومكافحة تلوث الهواء، وخفض درجات الحرارة المتزايدة عامًا بعد عام، وتحسين جودة الحياة، وهذا بلا شك يدل على إحساس عال بالمسؤولية لدى قيادة المملكة الحكيمة، حيث إن تدهور الأراضي يشكل اليوم واحدًا من الهواجس البيئية التي تؤرق المجتمع الدولي، وتحتاج مواجهته لقرارات وإجراءات حازمة، تأكيدًا للدور الريادي للمملكة بصفتها منتجاً عالمياً رئيساً للنفط في العالم، واستكمالاً لجهودها لحماية كوكب الأرض، وتبني مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وحماية الشعب المرجانية، ومواجهة النتائج السلبية لتغير المناخ، وخفض معدلات انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتلوث. ومبادرة السعودية الخضراء ستوفر فرصاً استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وفرص عمل نوعية للجيل المقبل من القادة في المملكة، إضافة إلى تعزيز العلاقات الدولية التي ستترك تأثيراً إيجابياً في المنطقة والعالم. ومع إطلاق مبادرة السعودية الخضراء، تجدد المملكة إيمانها بمستقبل مستدام للجميع، لقد كشف منتدى مبادرة السعودية الخضراء، الذي عُقد في أكتوبر 2021، عن حزمة أولى تزيد على 60 مبادرة ومشروعا جديدا في إطار مبادرة السعودية الخضراء- تصل قيمة الاستثمارات فيها إلى أكثر من 700 مليار ريال سعودي للمساهمة في تنمية الاقتصاد الأخضر.