قدر وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بو حبيب، عدد النازحين اللبنانين من مناطق الجنوب منذ نحو عام من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، بنحو 110 آلاف نازح قبيل القصف الأخير. وقال وزير الصحة اللبناني اليوم الأربعاء أن "حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي اليوم بلغت 51 قتيلا و223 جريحا". ورجح وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بعد القصف الأخير على لبنان، وصول أعداد النازحين إلى نحو نصف مليون شخص دفعت الغارات بهم للخروج من منازلهم وتقطعت بهم السبل. ونزحت مئات آلاف العائلات من جنوبلبنان، بعدما وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات برسائل نصية لسكان لبنانيين بوجوب الابتعاد عما سماها "أهدافا" لحزب الله، وتوعّد بشن مزيد من الضربات، في خطوة هي الأولى منذ اندلاع الحرب على غزة. وقالت نور حمد (22 عاما) لوكالة فرانس برس، وهي طالبة جامعية من مدينة بعلبك، "نعيش حالة من الرعب منذ أربعة أيام، ننام ولا نعرف إذا كنا سنستيقظ... صوت القصف مخيف جدا يخيف الأطفال والكبار... لم أعد قادرة على سماع أي صوت". وأضافت: "لا يمكن أن نصف مرارة ما يحصل معنا ولا يستطيع أي إنسان أن يتحمله. لا نريد أن نبقى هكذا ... نريد أن تُحلّ الأمور ونعود إلى حياتنا الطبيعية". والتحذيرات والتنديدات إزاء الوضع الراهن في لبنان جاءت من كل حدب وصوب، عربيا، إقليميا ودوليا، وكلها تنصب باتجاه عدم الإنزلاق في صراع قد يدمر لبنان ويحوله لساحة حرب تماما كما حصل في قطاع غزة. وفي السياق ذاته، حذر وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق من أن "إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب شاملة"، منددين ب "العدوان الإسرائيلي على لبنان". دوليا، طالبت فرنسا مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماعا طارئ، بعد أن هيمنت على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مخاوف من التصعيد في المنطقة. وعبّر مفوض وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عن خشيته من "حرب شاملة" ومن أن يتحوّل لبنان إلى غزة ثانية التي دمرتها الحرب الإسرائيلية فيها منذ نحو عام. وبدأ التصعيد الأخير إثر موجة تفجير أجهزة "البيجر" التي نسبها حزب الله لإسرائيل في 17 و18 أيلول، وأسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصا وإصابة نحو 3000 آخرين بجروح، وتلتها غارة إسرائيلية في 20 أيلول على الضاحية الجنوبيةلبيروت قضى فيها 16 من قادة قوة الرضوان التابعة للحزب الموالي لإيران، والتي تعد وحدة النخبة فيه، بينهم قائدها. وخلال أقل من أسبوع أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط أكثر من 550 قتيلاً وما يزيد عن 1800 جريح من جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في جنوبلبنان.