إن المكانة الدولية العظيمة، والإنجازات التي وصلت لها المملكة العربية السعودية، تحققت بسواعد وجهود وفكر وتخطيط أبنائها الذين ورثوا عن الملك المؤسس عبدالعزيز –طيب الله ثراه– وأجدادهم، العِزة والعزيمة والصَّبر والإصرار التي مكَّنتهم من تأسيس وبِناءِ وتنمية وتطوير وطنهم على الرغم من الفقر وقلة الموارد المادية قبل مئة عام.. "إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع. ونؤكد أنه بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع". بهذا الوضوح واللغة المُباشرة والمُعبرة عن منزلة المواطن العالية في نظر القيادة الرشيدة، وبهذه العزيمة والروح المتفائلة بالمستقبل المشرق للوطن والمواطن، جاءت هذه العبارات الكريمة مُتضمنة في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– التي ألقاها نيابة عنه –أيده الله– صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –حفظه الله– عند افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، في يوم الأربعاء 15 ربيع الأول 1446ه الموافق 18 سبتمبر 2024م، كما جاء في "واس". نعم، هكذا هم قادة المملكة العربية السعودية مُنذُ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود –طيب الله ثراه– وحتى يومنا هذا، يفتخرون بأبناء وطنهم أياً كانت مجالات اهتماماتهم وأعمالهم ومستوياتهم العلمية، ويُسخِّرون لأبناء وطنهم كل الإمكانات والقدرات حتى ينالوا أفضل المستويات التعليمية والمهنية والفنية والتقنية، ويُقدمون لأبناء وطنهم كل الدعم والمساندة والتمكين حتى يتمكنوا من المساهمة في بناء وتنمية وتطوير بلادهم ومجتمعهم في كل المجالات وعلى جميع المستويات، ويعتمدون السياسات والاستراتيجيات والخطط الضَّامنة لحصول المواطن، وكل من يقيم على أراضي المملكة العربية السعودية، الحياة الكريمة والعزيزة لهم ولأسرهم في جميع أرجاء الوطن. نعم، إننا نتحدث عن بِناء مُتصل ومتواصل عملت عليه الدولة السعودية المباركة، على امتداد المئة عام الماضية، حتى تمكنت –بفضل الله، ثم بحكمة قيادتها الرشيدة– من أن تحقق بسواعد أبنائها، وإنجازاتهم العظيمة، أعلى المراتب العالمية، وأن تتصدر التصنيفات الدولية، في مستويات التنمية والتطوير والتحديث في كل المجالات وعلى جميع المستويات، وأن تصبح واحدة من أعظم اقتصاديات العالم بوجودها في مجموعة العشرين (G20) لأكبر اقتصاديات العالم. نعم، إنها النتيجة المنطقية التي وصلت لها المملكة العربية السعودية بأيدي أبنائها بعد عقود من العمل والجهد المتصل، ومن البذل العظيم مادياً ومالياً، ومن التخطيط السليم والتنفيذ الصحيح الذي أوصل الوطن لما هو عليه الآن. نعم، إنها الجهود الوطنية المتكاملة التي أوصلت الوطن لما هو عليه الآن من تنمية وتقدم وتطور في كل المجالات وعلى جميع المستويات. نعم، إنها جهود متصلة ومتواصلة، ابتدأها الملك المؤسس عبدالعزيز –طيب الله ثراه–، انطلقت بالمملكة العربية السعودية من حياة البساطة والفقر والخوف، وغياب تام لأسس التنمية والتطوير، حتى أصبحت واحدة من أعظم دول العالم. نعم، إنها رحلة بناء وتنمية عظيمة ابتدأها الملك المؤسس عبدالعزيز –طيب الله ثراه– عندما تبنى سياسة التوطين –"التوطين في الهجر"– في العام 1329ه الموافق ل 1912م، لتكون من أولى السياسات التي تبناها لتنمية وتطوير المجتمع، وتعليم وتأهيل أبناء الوطن، في كل المجالات وعلى جميع المستويات. ومن تلك البدايات الصَّلبة الهادفة لتنمية المجتمع، ومن تلك العزيمة الجبَّارة السَّاعية للاستفادة من أبناء المجتمع في بناء وتنمية وحماية وطنهم، انطلقت مسيرة البناء والتنمية والتطوير حتى أثمرت عاماً بعد عام، وعقداً بعد عقد، من بناء مؤسسات وطنية سيادية تمثلت في مجلس الشورى التي كانت بداياته في 1343ه الموافق 1924م، ومجلس للوكلاء في 1350ه الموافق ل 1931م، في الوقت الذي نشأت فيه مؤسسات وطنية في المجالات الخارجية والداخلية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمواصلات، بالإضافة للجهات المعنية بتقديم الخدمات للمواطنين. نعم، لقد كانت الظروف صعبة، والأموال قليلة، والبنية التحتية ضعيفة، إلا أن عزيمة وإصرار وحكمة الملك المؤسس عبدالعزيز –طيب الله ثراه–، وثقته العظيمة بأبناء وطنه المُبارك، مكنته من السير نحو المستقبل بثبات عظيم حتى أن ذلك كله انعكست إيجاباً على جميع أبناء المملكة العربية السعودية الذين وجدوا في قائدهم المؤسس النموذج الذي يجب الاحتذاء به في سبيل بناء وطنهم بكل عزة وافتخار ومهما كانت الظروف. نعم، لقد قدم الملك المؤسس عبدالعزيز –طيب الله ثراه– نموذجاً عظيماً في بناء وطنه بالرغم من قلة المال والفقر السائد في ذلك الوقت، وكذلك قدم أبناء وطنه نموذجاً عظيماً في الاحتذاء بقائدهم وعزيمته الصَّلبة الهادفة لبناء الوطن وتنميته بأيدي وجهد أبناء المملكة العربية السعودية، وقد تحققت الكثير من تلك الأهداف السَّامية قبل وفاته –طيب الله ثراه– في 1373ه الموافق ل 1953م. وبناءً على ما أسسه الملك المؤسس، واصل أبناؤه الملوك الكرام مسيرة البناء والتنمية والتحديث والتطوير على أسس صلبة، ومنهج حكيم، أساسه الاعتماد على أبناء الوطن في كل المجالات وعلى جميع المستويات. نعم، إنها الأسس الصَّلبة، والمنهج الحكيم، الذي يقول إن أبناء المملكة العربية السعودية الذين ساهموا في تأسيس الوطن وحمايته وتعزيز أمنه والدفاع عنه، على الرغم من قلة الموارد المالية والمادية وغياب التنمية، إنهم قادرون –مع قيادتهم الرشيدة– على بناء وتنمية وتطوير الوطن والارتقاء بمكانته بين الأمم. نعم، لقد كانت الأموال قليلة، إلا أن عزة وعزيمة وإصرار أبناء المملكة العربية السعودية على تنمية وطنهم كانت أعظم حتى تغلبت على قلة المال وضعف الموارد المادية. ومع تقدم الوقت، وتزايد عدد أبناء المملكة العربية السعودية وتنوع مساهماتهم العلمية والفكرية في بناء وطنهم العظيم، تصاعدت، عقداً بعد عقد، مستويات البناء والتنمية والتطوير حتى أصبحت المملكة العربية السعودية واحدة من أعظم المجتمعات الدولية في مستويات الاستقرار السياسي والاجتماعي والتقدم الاقتصادي والتنموي. نعم، إنها مسيرة بناء وتنمية وتطوير عظيمة ابتدأت، وتواصلت، وما زالت، بسواعد وجهود وعقول وفكر وتخطيط أبناء المملكة العربية السعودية الذين انتقلوا بوطنهم من حالة الفقر وتجاهلها من قبل الأمم، إلى أن تصبح واحدة من أغنى دول العالم حيث تسعى للاستثمار فيها والعمل بها أبناء المجتمعات والأمم القريبة والبعيدة. وفي الختام من الأهمية القول إن المكانة الدولية العظيمة، والإنجازات التي وصلت لها المملكة العربية السعودية، تحققت بسواعد وجهود وفكر وتخطيط أبنائها الذين ورثوا عن الملك المؤسس عبدالعزيز –طيب الله ثراه–، وأجدادهم، العِزة والعزيمة والصَّبر والإصرار التي مكَّنتهم من تأسيس وبِناءِ وتنمية وتطوير وطنهم على الرغم من الفقر وقلة الموارد المادية قبل مئة عام. نعم، إن أبناء المملكة العربية السعودية هم بُناة نهضتها، وحُماة أرضها، والمُدافعون عن أمنها وحدودها، وخُدام مقدسات المسلمين وضيوف الرحمن، على امتداد تاريخها المجيد مُنذُ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز –طيب الله ثراه– وحتى يومنا هذا وعهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظهما الله-.