في اليوم الوطني السعودي لعام 2024، الذي يصادف 23 سبتمبر، تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى تاريخية تُمجد تأسيسها وتوحيدها تحت راية الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي نجح في توحيد البلاد في عام 1932. هذه المناسبة الوطنية ليست مجرد احتفال بالماضي، بل هي أيضاً فرصة لاستعراض مسيرة المملكة المشرقة وإنجازاتها العظيمة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو المستقبل بثبات وعزم، مستندة إلى رؤية 2030 التي وضعت المملكة في مصاف الدول الأكثر طموحًا وابتكارًا على مستوى العالم. وفي هذا السياق، شهد الاقتصاد السعودي خلال العامين الماضيين طفرة نوعية في شتى المجالات، معززًا مكانته كمركز اقتصادي إقليمي وعالمي. نمو اقتصادي غير مسبوق: تُظهر إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء أن المملكة حققت نموًا اقتصاديًا بلغ 5.4 % في عام 2023، مما جعلها في مقدمة دول مجموعة العشرين. هذا النمو لم يكن مقتصرًا على القطاع النفطي فقط، بل شمل أيضًا القطاعات غير النفطية التي ارتفعت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 59.4 %. هذه الأرقام تعكس بوضوح نجاح السياسات الاقتصادية الطموحة التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستدامة. زيادة استثنائية في الاستثمارات الأجنبية: بفضل التحسينات الجذرية في بيئة الاستثمار والإصلاحات الاقتصادية التي تقودها رؤية 2030، شهدت المملكة تدفقًا غير مسبوق للاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث بلغت قيمتها حوالي 40 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة تُقدر ب 24 % مقارنة بعام 2022. ولعبت المدن الاقتصادية والصناعية، مثل "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية" و"مدينة الجبيل الصناعية"، دورًا محوريًا في جذب هذه الاستثمارات وتعزيز الصناعات المحلية والدولية. مشاريع الطاقة المتجددة في الطليعة: من أهم الإنجازات التي حققتها المملكة في الأعوام الأخيرة هو التوسع الكبير في مشاريع الطاقة المتجددة. بحلول منتصف عام 2024، بلغت القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 10 جيجاوات، بفضل مشاريع عملاقة مثل مشروع "سدير" للطاقة الشمسية الذي أصبح أحد أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط، حيث ينتج 1.5 جيجاوات من الكهرباء النظيفة. أما مشروع "نيوم"، الذي يعد من أبرز المشاريع المستقبلية، فإنه يسعى ليصبح من أكبر المدن المستدامة عالميًا، مع خطة لإنتاج 30 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. تطوير البنية التحتية والنقل: لم تقف إنجازات المملكة عند حد الطاقة والاستثمار فحسب، بل امتدت إلى تطوير بنيتها التحتية بشكل لافت. في عام 2023، تم إنفاق أكثر من 60 مليار ريال سعودي (حوالي 16 مليار دولار أمريكي) على مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك توسعة شبكة الطرق السريعة بنسبة 12 %، وإنشاء 1,200 كيلومتر من السكك الحديدية الحديثة، مما يعزز الترابط اللوجستي داخل المملكة ويجعلها مركزًا محوريًا للنقل في المنطقة. الاقتصاد الرقمي وتمكين المرأة: استطاعت المملكة خلال الأعوام الأخيرة أن تحقق قفزة نوعية في مجال الاقتصاد الرقمي، حيث زادت مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 15 % بحلول عام 2024. كما تم توسيع شبكة الاتصالات لتغطية 99 % من المناطق المأهولة بالسكان، مما يجعل المملكة في طليعة الدول الرقمية عالميًا. وعلى صعيد تمكين المرأة، ارتفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى 37 % في عام 2023، مقارنة ب 17.7 % في عام 2017، مما يعكس التحولات الكبيرة التي حققتها المملكة في هذا المجال ضمن إطار رؤية 2030. ختامًا: اليوم الوطني السعودي لعام 2024 هو مناسبة للاحتفال ليس فقط بذكرى التأسيس، بل أيضًا بتأكيد الالتزام بمواصلة مسيرة التقدم والازدهار. الأرقام والإحصاءات تؤكدان ما حققته المملكة من إنجازات كبيرة في مختلف المجالات، وتُبرزان بوضوح الرؤية المستقبلية الطموحة التي تهدف إلى جعل المملكة نموذجًا عالميًا في التطور الاقتصادي، والاستدامة البيئية، والتمكين الاجتماعي. في ظل قيادة حكيمة ورؤية طموحة، تمضي المملكة بخطوات ثابتة نحو مستقبل مشرق، مستمدة عزيمتها من إرث تاريخي عريق وهدف مستدام لتأمين الازدهار للأجيال المقبلة.