وطنٌ من نور

وطنٌ يشيرُ إليهِ كلُ بنانِ
في هدأةِ الأرواحِ للرحمنِ
ويؤمُهُ الثقلانِ حُباً، كلما قيلَ
استووا يا أيها الثقلانِ
متجذرٌ في الطُّهر
كلُ ثنيةٍ فيه انتماءٌ للهُدى الرباني
وعليهِ للوحي العظيمِ مهابةٌ
عظمى تميزُهُ عن الأوطانِ
أرضٌ نَمَتْ فينا فضيلةُ حبِّها
فكأنها من أوجهِ الإيمانِ
هي والسلامُ قرينتانِ
كأنما خُلِقا لبعضِهما مدى الأزمانِ
المجدُ ملؤ ربوعِها،
أنّى مضى التاريخُ قالَ: هُنا هُنا عنواني
وعلى ثراها سارَ خيرُ مبشِّرٍ
بالعتقِ من ذُلٍّ ومن إذعانِ
مَن كالرسولِ محمدٍ في هَديِهِ؟
إنَّ الرسولَ لمنقِذٌ ربّاني
أجرى عليهِ اللهُ آخرَ وحيِهِ
واختصَّهُ بخلاصةِ الأديانِ
كانت خطاهُ بطيبةَ النورَ الذي
تُعزى إليه كرامةُ الإنسانِ
يا خيرَ أرضِ اللهِ عزُّكِ باذخٌ
وعُلاكِ من سقفِ المجرةِ دانِ
روادُ عزمِكِ راسخونَ بنهجِهم
وبنوكِ عهدٌ خالدٌ وتفانِ
متنافسونَ على الفضائلِ مثلما
يتنافسُ الأبطالُ في الميدانِ
منذ انطلاقِ الوحدةِ الكبرى وهُم
عبدُالعزيزِ الفيصليُّ الباني
ما ماتَ من أرسى قواعدَ حُبهِ
بالعدلِ في الأرواحِ والأبدانِ
ومضت مآثرهُ تناهزُ بَعدَهُ
قرناً من التطويرِ والبنيانِ
متفردٌ هذا الكيانُ بأهلِهِ
الراقينَ في سَعْيٍ وفي إتقانِ
يا أيها الوطنُ المعظمُ هذه
باقاتُ ذكرى أولِ الميزانِ
مرَّتْ وفي أطيافِها ريحُ الصَّبا
مصحوبةً بالهاطلِ الهتانِ
سَعَت الخُطا بَعدَ الخُطا
وتحققتْ آمالُها في عهدِها السَّلماني..
محمد فرج العطوي