نفتخر بهذا الرقم 94 لأنه يمثل ملحمة قادها الملك عبدالعزيز ورجاله الأشاوس حيث قطعوا الصحارى والفيافي لتوحيد هذا الكيان العظيم لأكثر من ثلاثين سنة حتى تم توحيد هذه المملكة العظيمة عام (1351ه)، ابتدأ من فتح الرياض عام (1319ه) بعدها سارت الملحمة يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنة بعد سنة حتى رأى هذا التوحيد النور وخلف بعده نور التوحيد والعقيدة الصحيحة والسمحة بعد أن كان بعض الناس أو أغلبهم يعيش في ظلم الجاهلية من عادات وتقاليد وموروث ما أنزل الله بها من سلطان، وزالت عنهم غمة الجهل والخزعبلات، وسارت الدولة السعودية الأولى وشقت طريقها، ثم كانت الثانية حتى جاءت الدولة السعودية الثالثة بقيادة صقر الجزيرة (الملك عبدالعزيز) ورجاله عليهم سحائب الرحمة والمغفرة؛ فكل يوم يشتد عضده ويقوى عزيمته حتى حرر مملكتنا الحبيبة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، شعاره العدل والمساواة بين أفراد شعبه وإقامة شعائر الدين والعقيدة الصحيحة، يسانده بعض أبنائه وبعض المواطنين في فتح بعض المدن والقرى الهجر حتى استتب الأمن وعم الرخاء وأصبح للمملكة شأناً عظيماً داخلياً وخارجياً، حيث بدأت الوفود العربية والأجنبية تحضر لكسب وده؛ لأنهم وجدوا رجلاً عميق التفكير وبعيد النظر وذكاء الصحراء متأصلة فيه، وبدأ شيوخ القبائل وكبار القوم يحضرون لكسب وده وطاعته لأنهم وجدوا فيه العدل والمساواة بين الناس حتى بين أولاده وأقاربه، واستمر على هذا الحال والمنوال حتى توفاه الله عام (1373ه)، ثم جاء بعده أبناؤه البررة الذين ساروا على خطه ونظامه وطريقته في الحكم، ونبراس هذه الخطة والنظام هي الاعتماد على العقيدة الصحيحة وسياسية الباب المفتوح دون حجاب أو حاجز لكل المواطنين كبيرهم وصغيرهم رجالاً ونساء وشيوخاً. وسار أبناؤه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- فدبت التنمية في جميع مناحي الحياة أكثر وأصبحت تصل كل منطقة وكل محافظة وكل بلدة وكل هجرة، وأصبح أفراد المجتمع والمقيمون في هذه المناطق ينعمون بالأمن والأمن والتعليم والصحة وبالخدمات. ويكفي أن المملكة رائدة في فصل التوائم لأكثر من حالة ومن عدة دول، أما الخارج فحدث ولا حرج انفتاح غير عادي على المؤتمرات والندوات والتجمعات داخلياً وخارجياً فلا يمر أسبوع إلا وتقرأ إقامة هذا المؤتمر أو هذه الندوة أو هذا التجمع في جميع مناحي الحياة (الأمنية – والثقافية – والصحية – والاجتماعية – والزراعية) والاقتصادية خاصة (الاستثمار الخارجي)، وأصبح اسم المملكة معروفاً وعلمها يرفرف في أغلب المحافل الدولية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وأهم ما في سياسية المملكة خارجياً هو الوقوف مع القضية الفلسطينية، فهي شغلها الشاغل، وهي دائماً تردد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود عام (67) والقدس الشرقية عاصمتها، فهذه السياسية ثابتة في حق الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. ثم لا تنسى بعد ذاك وقوف المملكة مع إخوانها في أكثر من (ثمانين دولة) عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة، حيث تصل خدماته لأخواتنا العرب والمسلمين والدول الصديقة لمد يد العون والمساعدة لهم والوقوف معهم في محنهم وحاجتهم، ولا تجد أي دولة في هذا الكون مثل ما فعلته المملكة عن طريق هذا المركز، حيث تفيد الإحصائيات أن أكثر من (500 مليار) أنفقت على هذه الأعمال. *عضو هيئة الصحفيين السعوديين