يفتتح بمشيئة الله تعالى صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة المدينةالمنورة اليوم الثلاثاء العاشر من شهر صفر الجاري 1423ه ندوة «ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل» في فندق شيراتون المدينة، وتستمر ثلاثة ايام. صرح بذلك معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، واعرب معاليه عن فائق شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود على اهتمامه بمناشط الوزارة بعامة ولجهودها ممثلة في فرعها في منطقة المدينةالمنورة بخاصة، مبيناًَ ان افتتاح سموه الكريم لندوة «ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل» يجسد مدى ما يوليه سموه من صدق العناية وفائق الرعاية لكل ما من شأنه خدمة كتاب الله العزيز. واثنى معالي الوزير الشيخ صالح ال الشيخ في تصريح له بهذه المناسبة على الدعم والتشجيع من سمو الامير مقرن بن عبدالعزيز حفظه الله لمشروعات وجهود الوزارة ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة في خدمة كتاب الله تعالي طباعة وترجمة وتوزيعاً ونشراً، وقال معاليه: هذا استمرار للنهج الذي رسمه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله في العناية بكتاب الله العزيز وخدمته، ومواصلة ابنائه البررة السير في هذا الطريق المبارك والمنهج العظيم المبني على تعاليم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وافاد معاليه في تصريحه ان الوزارة بفضل من الله تعالى، ثم بفضل الدعم السخي من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود رعاها الله استطاعت خلال مدة وجيزة من عمرها الزمني القصير ان تحقق انجازات واعمالا عظيمة وكبيرة لخدمة الاسلام والمسلمين يشار اليها بالبنان، ويشهد لها القاصي والداني، ويشيد بها كل مسلم ومسلمة لمس هذه الجهود والاعمال الاسلامية سواء في داخل المملكة او في خارجها. وتناول معاليه في تصريحه انشطة الوزارة واهتمامها وعنايتها بالقرآن الكريم قائلا : لقد قيض الله تعالى في هذا العصر المملكة العربية السعودية لاداء مهمة عظيمة ورسالة سامية هي العناية بكتاب الله تعالى، وهذا امر ليس بمستغرب على ولاة الامر في هذه البلاد المباركة، بدءاً من نشأتها الاولى على يد الامام محمد بن سعود ومؤازرته لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله ، والوقوف عند الدور العظيم الذي قام به المؤسس الباني الملك عبدالعزيز تغمده الله برحمته وابناؤه البررة الذين ساروا على نهجه، وصولاً الى هذا العصر الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، فقد اتخذوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نبراساً واساساً ونظاماً في شؤون الحياة والحكم، وقد وفقهم الله لرعاية الامانة، والمحافظة عليها والعناية بها. ولفت معالي وزير الشؤون الاسلامية و الاوقاف والدعوة والارشاد النظر الى ان مجالات العناية بالقرآن الكريم قد تنوعت، وظهرت بصورة متعددة، منها: اقامة المسابقات المحلية والدولية في تلاوته وتجويده، واقامة المدارس والكليات الخاصة بالقرآن الكريم، وطباعته، فلا تكاد ترى مسجداً في مدينة، او محافظة او قرية او هجرة، الا وقد اقيمت فيه حلقة لتلاوة القرآن وتحفيظه وتجويد لكتاب الله تعالى. ثم يأتي الدور البارز والفاعل لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة، ذلك الصرح الاسلامي الحضاري الذي عم خيره مشارق الارض ومغاربها، حيث عني بطباعة المصحف الشريف الطباعة الفاخرة الدقيقة مع الاهتمام بمراجعة النص القرآني بعد طباعته، وتوزيعه بين المسلمين في انحاء العالم. واضاف معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بان المجمع اهتم بترجمة معاني القرآن الكريم الى لغات اخرى وصلت قرابة «40» لغة، بهدف مساعدة المسلمين الذين لا يستطيعون التحدث بالعربية، ولا يتمكنون من فهم القرآن الكريم بغير لغتهم، كما تعينهم هذه الترجمة على فهم كتاب الله وتدبر معانيه، والمجمع كذلك يهتم بتسجيل القرآن الكريم على شرائط «كاسيت» باصوات القراء المتقنين، وتوزيع هذه التلاوات على المسلمين. وعن اهداف ندوة «ترجمة معاني القرآن الكريم.. تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل» التي ستنظمها الوزارة ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، قال معاليه: ان الندوة تهدف الى بيان اهمية القرآن الكريم في حياة المسلمين، و ابراز جهود المملكة في عنايتها واهتمامها بكتاب الله تعالى، والاطلاع على ما يبذل من جهود في مجال ترجمة معاني القرآن في مختلف انحاء العالم، والبحث عن وسائل لتطوير ترجمة معاني القرآن وتحسينها والرقي بها الى الافضل، وايجاد تعارف بين العاملين في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم، وتوطيد الروابط بين مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة والهيئات والشخصيات المعنية بترجمة معاني القرآن، وكذلك التشجيع على اثراء الابحاث والدراسات المتعلقة بترجمة معاني القرآن. وتطرق معاليه في سياق تصريحه لمحاور وموضوعات الندوة التي يبلغ عددها خمسة محاور رئيسة.. الاول: يتضمن العديد من الموضوعات، من ابرزها: جهود المجمع في مجال الترجمة، والملحوظات على بعض ترجمات معاني القرآن، ودراسة ترجمة معاني القرآن الى لغة معنية، وايهما اولى بالترجمة، ترجمة معاني القرآن ام تفسير العلماء له، واهمية التعليقات التفسيرية في الترجمة، ونقل معاني القرآن الكريم الى لغة اخرى: ترجمة ام تفسير. المحور الثاني وهو المحور العقدي والشرعي، وتضمن موضوعات عدة ابرزها: الاخطاء العقدية والشرعية في ترجمة معاني القرآن الكريم، وترجمة لفظ الجلالة، وترجمة معاني القرآن الكريم من قبل بعض الفرق، وترجمة معاني القرآن في ضوء ما استجد من العلوم. المحور الثالث وهو المحور اللغوي، ومن ابرز موضوعاته: اخطاء في ترجمات معاني القرآن الكريم مردها خطأ في فهم اللغة، والالفاظ القرآنية التي لها اكثر من مدلول، وماذا يراعى في لغة الترجمة. المحور الرابع ويتضمن موضوعات حول تاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم وتطورها، ومن ابرز موضوعاته: ترجمة معاني القرآن الكريم الى لغة معينة، وتاريخ حركة ترجمة معاني القرآن الكريم من قبل المستشرقين وغير المسلمين، ودوافعها وخطرها. واضاف معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ان المحور الخامس يتضمن الجانب الدعوي في ترجمة معاني القرآن الكريم، ومن ابرز موضوعاته، دور ترجمات معاني القرآن الكريم في دعوة المسلمين، ومواصفات الترجمة المعدة في مجال الدعوة، والنشر الالكتروني لترجمات معاني القرآن الكريم في خدمة الدعوة. وابان معاليه ان اهمية ندوة «ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل» تكمن في انها حلقة من حلقات العناية بكتاب الله تعالي حفظاً وتجويداً وتفسيراً وترجمة لمعانيه ونشراً له، وذلك تسهيلاً لفهمه على المسلمين الناطقين بغير العربية، وبالتالي فهمهم للاسلام، واتاحة الفرصة للمسلمين للاطلاع على معاني آيات كتاب الله تعالى، وارتباطهم المباشر بهذا الكتاب الكريم، وقبل ذلك كله تحقيقاً للبلاغ المأمور به في قوله عليه الصلاة والسلام:« بلغوا عني ولو آية»، وكذا الاهتمام بالبحوث والدراسات التي تخدم القرآن الكريم وكذلك سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم . واستطرد معالي الشيخ صالح آل الشيخ في نفس السياق قائلاً: ان اهمية الندوة تتبلور ايضاً في دور البحوث والدراسات الجادة المعمقة في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم من خلال تطوير الترجمة وتحسينها، وتلافي الاخطاء التي يمكن الوقوع فيها، وما للتعاون والتواصل والتشاور بين القائمين على ترجمة معاني القرآن الكريم الى مختلف اللغات والباحثين المهتمين بقضاياها المتنوعة من فوائد، وكذلك رغبة في تهيئة فرصة للقاء اكبر عدد منهم في اعظم صرح لخدمة كتاب الله الكريم وترجمة معانيه الى مختلف لغات العالم. وبين معاليه في السياق نفسه ان اهمية ترجمة معاني القرآن الكريم في دعوة غير المسلمين تبرز في امرين مهمين: اولهما ان هذه الترجمة ستكون مصاحبة لمقتنيها اينما كان وفي متناول يده، وبذلك تكون هذه الترجمة اقوى وسيلة دعوية لانها تقدم معاني كلام الله تعالى للقارئ، وثانيهما ان القارئ يتلقى الاسلام من معينه الصافي العذب الصحيح الذي لا تشوبه شائبة. وعبر معاليه في ختام تصريحه عن اعتزاز الدولة اعزها الله قيادة وشعباً بخدمتها لكتاب الله تعالى، وريادتها للدعوة الاسلامية، وتشرفها بالعمل الرائد لدعم الدعوة الى الاسلام، وعرضه بصورتها المشرقة الناصعة القائمة على اساس الفهم الصحيح للكتاب والسنة، مؤكداً معاليه ان القرآن الكريم هو اهم وسائل الدعوة وايسرها واغزرها، فهو معين لا ينضب من الزاد، ونجد فيه التوجيه الى غيره من الوسائل التي يتزود بها الداعية الى الاسلام، ويرشد الى توحيد الله، ويوجه الى عبادة الله، ويدعو الى التفكر في خلق الله وملكوته، كما يوجه الى فعل الخير، ويحذر من الشر، ويعين قارئه على فهم العقيدة الاسلامية فهماً صحيحاً، كما يقدم لقارئه الاسلام انموذجاً حياً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض. وقال معاليه: ان القرآن الكريم يبين ان الاسلام منهج حياة متكامل، ويبني المجتمعات روحياً، ومادياً، وخلقياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً، وفكرياً، والقرآن يؤكد لقارئه عالمية هذا الدين، وعدم انحساره او اقتصاره على جنس او فئة معينة، ويتضمن العديد من الاخلاق العلمية التي توصل اليها العلم الحديث، كما يدعو الى العدل والمساواة، والاحسان والرحمة، ورفع الظلم، ودفع العدوان والرفق، وينظم العلاقات الفردية والجماعية. وبالجملة فان قارئ القرآن يجد فيه كل ما يحتاجه الانسان وتحتاجه المجتمعات لتحقيق سعادتها في الدنيا والآخرة، مما سبق تتجلى اهمية ترجمة معاني القرآن الكريم لتكون سبباً لهداية غير المسلمين وطريقاً لسعادتهم.