تواصل المملكة جهودها الاستثنائية في تطوير وتحديث كل قطاعات الدولة، وفق خطط وبرامج علمية مدروسة، تختصر الوقت والجهد في تحقيق الأهداف المطلوبة، مع تأمين الدعم المادي والفني واللوجيستي اللازم لهذا التطوير، ويأتي هذا في إطار خطط ولاة الأمر ورغبتهم الجادة للنهوض بالمملكة ودفعها إلى مصاف الدول المتقدمة، وهو ما تحقق جزء كبير منه على أرض الواقع، خلال ما مضى من سنوات الرؤية الطموحة. منظومة الدعم الرسمي لقطاعات التنمية في المملكة كانت نموذجية في تفاصيلها كما كانت شاملة، إذ طالت كل القطاعات دون استثناء، بداية من الاقتصاد والسياحة والترفيه والرياضة والفنون والسينما والآداب والتراث، وصولاً إلى التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء.. إلخ، ووسط هذا المشهد، لم تنسَ المملكة أن تعزز «ثقافة التكريم» لتكون محركاً يدفع هذه القطاعات والعاملين فيها إلى الأمام. وبالأمس، جسد معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ مثالاً حياً يعكس تمسك المملكة بثقافة التكريم، عندما أعلن عن بدء تقديم الأعمال للفوز بجائزة «القلم الذهبي» للأدب الأكثر تأثيراً، وهو ما يشجع الأدباء المبدعين على إيجاد أعمال فنية غير تقليدية تستحق الفوز بالجوائز الضخمة التي تقدر ب740 ألف دولار، كما تستحق أن تتحول إلى أعمال سينمائية ناجحة تنتجها الهيئة العامة للترفيه. التزام المملكة بتعزيز ثقافة التكريم لم يكن وليد اليوم وإنما هي ثقافة راسخة في المجتمع السعودي منذ عقود مضت، تحمل هذه الثقافة رسالة مهمة مفادها بأن كل من اجتهد وأنتج عملاً مميزاً لا بد من تكريمه وتوجيه الشكر والثناء على صنيعه، ولكن هذه الثقافة باتت أكثر رسوخاً في المجتمع بالتزامن مع بدء العمل برؤية 2030 التي أعلنت منذ البداية أنها بحاجة إلى جهود كل أبناء الوطن، خاصة المبدعين منهم للنهوض بالمملكة. وتعكس ثقافة التكريم توجهات الحكومة بطَرق أبواب العالمية من خلال سياسة تحفيز فئة المبدعين والمبتكرين والمخترعين حتى يواصلوا جهودهم وعطاءهم، ومن ثم تحقيق إنجازات نوعية يستحقون التكريم عليها محلياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما يثمر عن نجاحات نوعية تفتخر بها المملكة، وتكون إرثاً حضارياً سعودياً صنعته رؤية 2030 التي ألهمت المسؤول والمواطن كيف يكون النجاح والتميز والتألق الذي ينعكس إيجاباً على الوطن.