شدني كثيراً البيان الذي أصدرته المنصة المخصصة لبيع تذاكر مباراة النصر والأهلي في دوري روشن تطرقت فيه لعرض ما يقارب ألفي تذكرة في السوق السوداء استدعى تدخلها لإلغاء تلك التذاكر وإعادة بيعها بطريقة نظامية بالتنسيق مع إدارة ملعب الأول بارك. شخصيا لي تجربة مع منصات بيع التذاكر، ولكن أكثر ما أعجبني هي منصة الاتحاد الدولي لكرة القدم والآلية التي تم من خلالها بيع تذاكر المباريات في كأس العالم التي أقيمت في نسختها الأخيرة في دولة قطر الشقيقة وكان التنظيم أكثر من رائع. تساءلت وقتها هل سيأتي يوما ما ونشاهد مثل هذا التنظيم حتى وإن كان هناك سوق سوداء على مستوى مباريات كأس العالم إلا أنه في نطاق ضيق جدا ويمكن ضبطه خاصة أن التذاكر التي يتم توزيعها للرعاة والجهات ذات العلاقة بالأمور التسويقية والاستثمارية قد تكون أكثر عرضة للبيع في السوق السوداء. ما حدث في مباراة الأهلي والنصر وأيضا الاتحاد والوحدة عندما اكتشفت الجماهير الاتحادية أن التذاكر التي تباع بخمسة عشر ريال تم بيعها في أحد المواقع أربعين ضعف قيمتها الفعلية وهو ما يجعلنا نطرح أكثر من سؤال لماذا لا يتم ضبط تلك المواقع ووضع حدود لها خاصة وأنها أسهل في ملاحقتها قانونيا وهي مواقع معروفة كان من المفترض أن تمنع انتشار هذه الظاهرة لديها. ولطالما أننا ما زلنا في الجولة الثالثة للدوري فأتمنى من رابطة دوري المحترفين السعودي التدخل وتوحيد منصة بيع تذاكر المباريات أسوة بما كان يحدث في السابق مع منصة مكاني التابعة لمؤسسة البريد السعودي، فهناك منصات أثبت قدرتها التقنية والتسويقية على بيع تذاكر المباريات بنفس الطريقة المطبقة في الفيفا وتكون هناك قوانين واضحة وصارمة للبيع. فتجارب السوق السوداء علمتنا أن نسمع عن بيع عدد كبير من التذاكر، ولكن عند الإعلان عن الحضور الجماهيري في المباريات نجد أن العدد أقل بكثير، وأن هناك أماكن خالية في المدرجات، ليتضح بعد ذلك أن أصحاب النفوس الجشعة يعرضونها بمبالغ عالية ولا يأتي من يشتريها ثم تعود على الأندية بالسلب في الحضور الجماهيري وأثرها على التسويق التجاري لتلك الأندية التي يعتبر جماهيرها هم رأس المال الحقيقي. ولطالما أن لدينا نظام تقني وأمني هائل في المملكة العربية السعودية وبالإمكان الاستفادة من تجربة سدايا، فلا بأس بأن يتم ربط تذاكر المباريات بالهوية الوطنية وتعرض في منصة توكلنا، ومن ثم يتم العمل على تخصيص بوابات لديها قدرة عالية لقراءة الخصائص الحيوية للأفراد سواء بالبصمة أو ملامح الوجه، وكل ذلك ممكن وفي لمح البصر دون أن يستغرق وقتا طويلا في قراءة باركود التذكرة التي قد تسبب ازدحاما لدى البوابات. ومن ثم يصبح إعادة بيع التذاكر من خلال المنصة المخصصة للبيع سهلا وبالبيانات الخاصة بالمشجع الذي يرغب في شراء التذكرة من أي شخص يرغب في إعادة بيعها وبطريقة سهلة ومرنة. تستفزني ظاهرة السوق السوداء لأنها تحرم المتعة الجماهيرية، ولأن لي تجربة سابقة معها اضطررت لأدفع قيمة تذكرة ضعف قيمتها خمس مرات لحضور مباراة وكان بالإمكان ألا أكون ضحية لهذا البائع الجشع.