إنجازات الوطن تتوالى عاماً بعد آخر محققة الأهداف التي وضعت من أجلها حتى قبل الوقت المحدد، ما يعني أننا نسير بخطى ثابتة واثقة لبلوغ أهدافنا وتحقيق طموحاتنا التي لا حدود لها، فبلادنا تملك من الإمكانات ما يجعل منها بلداً مختلفاً يجمع المجد من جميع أطرافه. الخطاب الملكي السنوي في مجلس الشورى يستعرض الإنجازات التي تمت والتي ستتم، ويحدد أطر العمل لما سيتم إنجازه في المرحلة المقبلة، فهو وثيقة عمل وطنية يتم العمل وفقها والسير على نهجها كونها تقودنا إلى المزيد من العمل المنظم والناتج المؤثر في مسار التنمية التي لن تتوقف بحول الله وقوته حتى نصل إلى ما نصبو إليه ونحقق الأهداف. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بشّرنا في الخطاب الملكي الذي ألقاه في مجلس الشورى العام الماضي قائلاً: «تمضي المملكة قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر، وتسير بخطى ثابتة وفق رؤية 2030، التي جاءت لتعزز هذا المسار التنموي من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل واستثمار الطاقات والثروات المتوافرة، والإمكانات المختلفة المتاحة بما يضمن استمرار بلادكم في هذا المستوى الذي يضاهي ما وصلت إليه الدول المتقدمة». تلك البشرى تجعلنا أكثر إصراراً على العمل ثم العمل ثم العمل من أجل أن يكون وطننا في المقدمة يقارع الدول المتقدمة بل ويتفوق عليها في مجالات عدة. الخطاب الملكي وإن كان وثيقة عمل وطنية إلا أن الشأن الخليجي والعربي والإسلامي والإقليمي والدولي حاضر فيه، فهو يستعرض الأوضاع الخليجية والعربية والإسلامية والإقليمية والدولية وموقف المملكة منها، فالسياسة السعودية ذات تأثير قوي فاعل سياسياً واقتصادياً وتنموياً، وهي لا تألو جهداً إلا وتبذله من أجل خير البشرية.