فاض سد في جنوب غرب بولندا في وقت متأخر السبت إثر هطول أمطار غزيرة، فيما تواصل فرق الطوارئ في بولندا وجمهورية التشيك وأجزاء من النمسا مواجهة الفيضانات الشديدة الناجمة عن هطول أمطار تاريخية في وسط أوروبا. وقالت بلدية بيسترزيكا كلودزكا في سيليزيا السفلى إن السد في بلدة ميندزيجوزي فاض، رغم الجهود المبذولة لتصريف المياه ومنع ارتفاع المياه. وأعلنت هيئة إدارة المياه الإقليمية في فروتسواف أن الوضع حرج، مما دفع إلى عمليات إجلاء من البلدات المنخفضة. ويبلغ ارتفاع السد، الذي تم بناؤه في بداية القرن العشرين في وادي كوتسكو على حدود بولندا مع جمهورية التشيك، 29 مترا. ويمكن يستوعب خزان التحكم في الفيضانات نحو مليون متر مكعب من المياه. ومنذ صباح الجمعة، تهطل الأمطار على جنوب غرب بولندا بصورة أكبر مما كانت عليه خلال ما يسمى بفيضان الألفية في عام 1997، وأعلنت 47 محطة قياس في جميع أنحاء البلاد مستوى الإنذار. وفي النمسا، تم إعلان 42 بلدية مناطق كوارث مع استمرار ارتفاع مستويات الفيضانات في البلاد. واتسم الوضع بالتوتر بشكل خاص على طول نهري كامب وكريمبس، اللذين يصبان في نهر الدانوب. وقال نائب حاكم النمسا السفلى، ستيفان بيرنكوبف، إنه تم تصميم الدفاعات ضد الفيضانات في المنطقة، والتي تم تعزيزها بعد الفيضانات العارمة في عام 2002، بحيث تتحمل الفيضانات التي تحدث مرة واحدة كل 100 عام بحسب الإحصائيات. ومع ذلك، ومع توقع استمرار هطول الأمطار الغزيرة، حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن الوضع قد يزداد سوءا. وقال الخبراء إن نهر الدانوب يمكن أن يصل إلى مناسيب تظهر مرة كل 30 عاما في منطقتي فاينفيرتل وموستفيرتل في النمسا. وفي رومانيا لقي أربعة أشخاص حتفهم السبت جراء العاصفة بوريس، فيما تشهد دول في وسط وشرق أوروبا فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة. وأعلنت أجهزة الإنقاذ الرومانية العثور على جثث أربعة أشخاص أثناء عملية للبحث والإنقاذ في غالاتي، المنطقة الأكثر تضررا في جنوب شرق البلاد، حيث تأثر 5 آلاف منزل. وأضافت أنه "تم إنقاذ عشرات الأشخاص من منازلهم في 19 منطقة من البلاد". ونشر الجيش عشرة قوارب إنقاذ للوصول إلى سكان حاصرتهم المياه لا سيما في قرية بيتشيا المتضررة. وأُنشئت مخيمات لاستيعاب السكان الفارين من منازلهم جراء ارتفاع منسوب المياه. وغمرت المياه 700 منزل في قرية سلوبوزيا كوناتشي بمنطقة غالاتي، وفق ما صرح رئيس البلدية إميل دراغومير للتلفزيون المحلي "ديجي24"، مشيرا إلى "كارثة على نطاق غير مسبوق". وأضاف "لقد شهدنا بالفعل فيضانات قبل أحد عشر عاما، لكنها لم تكن بهذا المستوى". ويزور رئيس الوزراء مارسيل تشيولاكو المنطقة. وقدم الرئيس كلاوس يوهانيس في بيان "تعازيه لأسر الضحايا". وأضاف الرئيس "إننا نواجه مرة أخرى آثار تغير المناخ التي تظهر بشكل متزايد في القارة الأوروبية، مع عواقب وخيمة". وأكد "يجب أن نستمر في تعزيز القدرة على توقع الظواهر الجوية الحادة وتنبيه السكان". وأكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير عام 2022 أن الفيضانات المرتبطة بالأمطار الغزيرة ستزداد في أوروبا الوسطى مع ارتفاع الحرارة عالميا 1,5 درجة مئوية في المتوسط. وفي الجمهورية التشيكية، تم تعبئة 100 ألف من عناصر الإطفاء. وقالت شركة الكهرباء "سي إي زد" إن التيار الكهربائي انقطع السبت عن ما يناهز 50 ألف منزل. كما تم إخلاء مستشفى في مدينة برنو بجنوب شرق البلاد صباح السبت. وأعلنت منطقة مورافيا (شمال شرق) حالة الطوارئ. وكتب وزير البيئة بيتر هلاديك على "إكس" أن "الأرض الآن مشبعة، مما يعني أن مياه الأمطار ستبقى فوق السطح". كما أُعلنت حالة الطوارئ في براتيسلافا، عاصمة سلوفاكيا.